الخميس 05/أكتوبر/2017 - 04:57 م
أسرار خلية الشواذ الإرهابية المتورطة في قتل قيادات القاعدة بخرسان

أحمد ونيس
aman-dostor.org/64
تجسست على قيادات «القاعدة» لضربهم بالطائرات الأمريكية «الظواهري» هدد أعضاء «خراسان» بإعدامهم.. ومنشق عن التنظيم نفذ الأحكام فى كنف الظلام، الذى ضرب بأستاره على المنطقة الحدودية فى وزيرستان الباكستانية، تسلل حمزة وهو أحد أبناء قيادي فى تنظيم القاعدة لمنزل قديم في المكان، ووقف قليلًا ينظر خلفه للتأكد من أنه لا يتبعه أحد ثم طرق الباب ليفتح له صديقه خالد، ليدخلا سويا إلى المنزل، مرت لحظات قبل أن يطفئ الاثنان الأنوار ويقضيان «ليلة ساخنة».
هذه القصة ليست من وحي الخيال، بل واقع حقيقي عاشه تنظيم القاعدة فى معاقله داخل خراسان، حينما أقدم 3 من أبناء قيادات التنظيم على ممارسة «الشذوذ الجنسي» فى مناسبات عديدة، كشفتها مصادر فى التنظيم بعد أن غادرته والتحقت بتنظيم داعش، ونشرت جزء صغير منه على الشبكة الشهيرة «أنا المسلم» قبل أن تحذفه إدارة الشبكة لاحقًا دون أن تبدى الأسباب.
بدأت القصة فى السر، عندما اكتشف «خالد على جان» ورفيقيه «حمزة» و«يونس» اللذان انخرطا فى التنظيم منذ عام 2002، ميولهما الجنسية المثلية، وبدآ يمارسان هذه الأفعال داخل التنظيم.
وبينما كانت هذه المجموعة تواصل ممارساتها الشاذة، اكتشفت جماعة جود عبد الرحمن الأمر، وهي إحدى المجموعات الإرهابية المتواجدة فى شمال وزير ستان والتى تنسق فى عملها مع المخابرات الباكستانية ISI والمخابرات المركزية الأمريكية CIA، فبدأت تلك الجماعة فى إيقاع «مجموعة الشواذ» وطالبتهم بالعمل معهم مقابل تسهيل «الفجور» وتوفير أفراد من «البشتون» ليمارسوا هذه الأفعال.
من جهتها، وافقت المجموعة على العمل مع جود عبدالرحمن، وبدأت تتلقى منه شرائح التتبع، ومكافآت مالية نظير التجسس لصالح المخابرات، وكان يونس أحد أبناء كبار قيادات القاعدة وهو ما سهل له الانتقال بين مقرات التنظيم، ومعرفة عدد من المعلومات المهمة، بشأنه كما تمكنت تلك الخلية من التقاط صور لأفراد وقيادات فى القاعدة وزرع شرائح تتبع لهم لتقوم الطائرات الأمريكية «بدون طيار» بقطف رؤوس عناصر التنظيم الإرهابي.
سرقة صغيرة تكشف «مجموعة الشواذ»
تورط «يونس» فى وقت لاحق فى سرقة أموال من إحدى مقرات تنظيم القاعدة، وضبطته خلية أمنية تابعة للتنظيم، وبدأت التحقيق معه، وأثناء التحقيق اكتشفت الخلية أسرار مجموعة الشواذ داخل القاعدة.
اعترف «يونس» على رفيقيه، واعتقلت الخلية التى كانت تسمى بـ«خراسان» وتتكون من مجموعة من العرب والأوزبك والبشتون زميله «حمزة» بينما فر الثالث من مناطق سيطرة التنظيم والتحق بجماعة جود عبد الرحمن وأخبرهم بأن المجموعة تم كشفها.
وبينما كانت تجهز خلية خراسان لإعدام «يونس» و«حمزة» تدخل زعيم التنظيم أيمن الظواهري فحال ذلك دون قتلهما، حيث أرسل رسالة لأمن التنظيم طالبهم فيه بوقف إعدام «الجاسوسين» حتى لا يتسبب ذلك فى مشاكل داخل التنظيم، فردت خلية خرسان عليه بأنه يجب تطبيق الحكم لأنها ضبطت بحيازتهما «شرائح تتبع» خاصة بالطائرات الأمريكية.
خلية خراسان تكشف عن تورط خلية الشواذ في أعمال التجسس
وأكد زعماء الخلية، في رسالتهم للظواهري، أن المجموعة تورطت فى مقتل زعيم فرع التنظيم فى خرسان عطية الله الليبي وأبو يحيى الليبي مخطط القاعدة الاستراتيجي اللذين لقيا حتفهما بغارة لطائرة أمريكية على وزير ستان فى 2012.
وأشاروا إلى أن «مجموعة الشواذ» تسببت فى مقتل عبد الرحمن الشرقي، مسئول العمل الخارجي بالتنظيم، وأبوزيد الكويتي، المفتي الشرعي فى التنظيم والذي تولى أمير فرع خراسان بعد عطية الله الليبي، وبشير أحمد، مسئول التدريب فى التنظيم وأحمد خان، قائد إحدى المجموعات المسلحة فى باكستان وعبد المجيد الماجد، الشرعى فى القاعدة، وبدر الدين حقاني القيادي الكبير بحركة طالبان، وخلية العمل ضد فرنسا بقيادة أبو معاذ التونسي.
أزمة بين «خراسان» و«الظواهري» بسبب إعدام عناصر «الشواذ»
واندلعت أزمة كبيرة داخل التنظيم، حينما عاود الظواهري مطالبه لخلية خرسان بعد أن وصله خطاب من «أم يونس» وهي زوجة قيادي كبير مقتول من التنظيم، حذرته فيها من إعدام نجلها، فطلب زعيم تنظيم القاعدة من خلية خراسان تسليم «يونس وحمزة» لمحكمة الطالبان، وهو ما رفضته خلية القاعدة.
واستمرت المراسلات بين الطرفين حوالى 20 شهر، وفى هذه الأثناء كانت جماعة جود عبد الرحمن تستعد لمهاجمة مقرات للقاعدة فى وزير ستان لتخليص «أتباعهما»، فقام أبو عبيدة اللبناني وهو أحد القياديين فى خلية خرسان بإعدام يونس وحمزة.
وتسبب هذا الإعدام في حالة من الخلاف داخل التنظيم، وعلى إثره ترك مجموعة من عناصر وقيادات القاعدة وزيرستان وخرجوا من القاعدة، وانضم أبوعبيدة اللبناني لاحقًا لتنظيم داعش.