بعد إعدام 15 متهمًا.. قصة تعاون «الفرقان» و«بيت المقدس» في الهجوم على كمين الصفا

نفذت مصلحة السجون، اليوم الثلاثاء، حكم الإعدام بحق 15 متهما في القضية 411 لسنة 2013 كلي عسكري الإسماعيلية شمال سيناء، ليطوى بذلك سجل واحدة من القضايا التي شغلت الرأي العام لفترة.
جرت وقائع الاتهام في القضية
بحسب المستندات الخاصة بها، والتي حصل "أمان" عليها، في شهر أغسطس 2013
وتحديدا في اليوم التالي لفض اعتصامي رابعة والنهضة.
عقب الفض، شهدت عدد من
المحافظات المصرية موجات عنف، تخللتها هجمات إرهابية متنوعة تبنى تنظيم
أنصار بيت المقدس، المدرج على قوائم الإرهاب، عددا منها، بينما تبنت تنظيمات أخرى
أقل شهرة هجمات بعينها.
لكن الهجوم الذي وقع على كمين "الصفا 3" داخل مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، كان أحد أكثر الهجمات الدموية
وقتها.
بعد فترة ألقت قوات الجيش،
التي كانت منتشرة في أجراء البلاد حينها، القبض على 19 شخصا، واتهمتهم بتنفيذ
الهجوم الذي راح ضحيته ملازم من القوات المسلحة ورقيب وعدد آخر من الجنود، ونجا أحد
المجندين من الموت المحقق بعد أن تلقى الإسعافات المناسبة.
تحوي أوراق القضية عددًا من
المفاجأت، لكن بتتبع الخيوط في أوراق القضية يتضح كيف تكونت "الخلية
الإرهابية"؟، وحينها لم تحمل اسما، وحتى إسدال الستار عليها بإعدام
المتهمين الـ15.
كتيبة الفرقان وأنصار بيت
المقدس
تضمنت أوراق التحقيقات اتهامًا
لطبيب الأسنان أحمد عزمي حسن محمد عبده بالانضمام لـ"كتيبة الفرقان"
المرتبظة بتنظيم القاعدة، بحسب ما ورد في الأوراق، واتهاما لآخر بالانضمام لأنصار
بيت المقدس الذي تحول في نهاية عام 2014 إلى معسكر "داعش" الإرهابي.
في تلك المرحلة لم يكن
"الشقاق الجهادي" قد اندلع في سيناء، وهو ما يفسر تعاون أحد أعضاء كتيبة
الفرقان مع عنصر من تنظيم "بيت المقدس"، وآخرين مما يعتنقون الأفكار
الجهادية في تنفيذ الهجوم على كمين "الصفا 3".
وبحسب تحقيقات سابقة، أسس الأستاذ السابق بجامعة قناة السويس محمد نصر
كتيبة الفرقان، وخلاياها بالمحافظات التى كان أولها "مجلس الشورى والدعوة"،
والثانية "العريش"، التي يفترض أن المتهم الأول بالقضية 411 عضوا بها.
نفذت كتيبة الفرقان عددا من
الهجمات الإرهابية من بينها الهجوم على كمين الصفا، واستهداف المجرى الملاحي لقناة
السويس، ومحاولة استهداف مبنى النايل سات في المعادي وغيرها.
لكنها بدأت التعاون مع تنظيم
أنصار بيت المقدس، عقب لقاء محمد نصر بتوفيق فريج مؤسس "بيت المقدس"
واتفقا على انضمام كتيبة الفرقان لمجموعات بيت المقدس.
تدربت خلايا كتيبة الفرقان على
تصنيع واستخدام القنابل اليدوية والعبوات الناسفة، واستخدم المتهم الثاني عبد
الرحمن سلامة أحد تلك القنابل اليدوية في مهاجمة دورية للقوات المسلحة بحي أبوعيطة
بالعريش.
بينما حاول علاء كامل المتهم
الثالث مقاومة الاعتقال بعد انكشاف أمره أثناء تهريب الأسلحة التي تحصل عليها من
كمين الصفا 3، فاشتبك وعنصر مع دورية للقوات المسلحة مما أسفر عن مقتل الإرهابي
الآخر والقبض على "كامل".
حصل المتهمون من كمين الصفا
على سلاح متعدد وبندقية قناص مزودة بتلسكوب وجهازين رؤية ليلة وجهاز إشارة من طراز
موتريلا و7 سترات واقية من الرصاص، وأسلحة وذخائر أخرى، بحسب محضر الاتهام.
لكنهم سقطوا جميعا في قبضة
القوات المسلحة بعد أسابيع من الهجوم الإرهابي، وتمت إحالتهم إلى النيابة العسكرية
في أكتوبر 2013، بينما أحالت النيابة العسكرية المتهمين إلى المحكمة العسكرية
للجنايات، والتي عقدت أولى جلساتها مطلع أكتوبر 2014.
أثناء الجلسات، رد دفاع
المتهمين الذي انتدبته المحكمة العسكرية بأنهم لم يتم القبض عليهم في حالة التلبس،
وعدم وجود إذن صادر من النيابة بضبطهم، وعدم وجود أي تقارير فنية تبين الأسلحة
المستخدمة، وقصور النيابة العسكرية في معاينة مكان الحادث المشار إليه في
التحقيقات، واعتمادها على مصادر سرية غير مذكورة في التحقيقات وخلو أوراق القضية
من أي مضبوطات.
والتمس دفاع المتهمين الحكم
ببراءة المتهمين من التهم المنسوبة لهم، خاصة بعد إنكار جميع المتهمين للتهم
الموجهة لهم.
قضت المحكمة العسكرية في منتصف
يوليو 2015 بإعدام المتهمين، وتقدم الدفاع بطعن رفضه القضاء العسكري يوم 13 نوفمبر
الماضي، ليتم تنفيذ حكم الإعدام صباح الثلاثاء.
بحسب مصلحة السجون التابعة
لوزارة الداخلية المصرية فإنه جرى تنفيذ حكم الإعدام في كلا من "أحمد عزمي
حسن محمد عبده، وعبد الرحمن سلامة سالم، وعلاء كامل سليم سلامة، وحليم عواد
سليمان، وإبراهيم سالم حماد محمد السماعنة، وإسماعيل عبد الله حمدان، وحسن سلامة
جمعة، دهب عواد سليمان، ويوسف عياد سليمان عواد، ومحمد عايش غنام، وسلامة صابر
سليم سلامة، بالإضافة لفؤاد سلامة جمعة والشقيقين محمد وأحمد سلامة طلال
سليمان".