رئيس مجلس التحرير
د. محمد الباز
رئيس التحرير
وائل لطفى
وجهات نظر
الثلاثاء 19/أكتوبر/2021 - 12:56 م

«حقيقة الجماعة.. صراع الشرعية والانقلاب».. منشق عن الإخوان يكشف لـ«أمان» كواليس ما يجرى فى التنظيم

«حقيقة الجماعة..
aman-dostor.org/38169

عبدالمعطي أحمد رجب، المنشق حديثا عن جماعة الإخوان الإرهابية، يكتب لـ"أمان" شهادته عما يحدث داخل الجماعة حالياً بعدما ضرب زلزال الانقلاب قيادات الصف الأول للتنظيم الهاربين للخارج، والمعركة الدائرة بين إخوان لندن وتركيا فى عزل بعضهم.

وينشر «أمان» الشهادة كما أرسلها عبدالمعطى رجب، والتى جاء نصها كالآتى:

على مدار ثمانى سنوات لم يكن على لسان جماعة الإخوان وأنصاراهم سوى كلمتين أخذوا يدندنون بهما في كل مظاهرة وكل بيان «الانقلاب والشرعية»، ففي تصوراتهم القاصرة أن ما حدث في 30 يونيو كان «انقلابا» وأنهم فقط أصحاب «الشرعية»، حتى إن أغلب كياناتهم التي شكلوها كانت تتمحور حول هاتين الكلمتين.. فهذا «شباب ضد الانقلاب» وذلك «قضاة ضد الانقلاب» وهذا «تحالف دعم الشرعية» وآخر «مواطنون مع الشرعية».. إلخ.


ظن هؤلاء أن كثرة ترديدهم تلك الكلمات من شأنها أن تفرض صورة ذهنية من خلالها يتم ترسيخها في عقول ووعي الشعب.. لكن يشاء الله أن يشربوا من الكأس الذي أرادوا أن يسيطروا به على وجدان المصريين.

الآن، وبعد تلك السنوات القليلة لا تكاد تجد صفحة من صفحاتهم إلا وتحمل هاتين الكلمتين.. لكن هذه المرة لم تعد تلك الكلمات موجهة للشعب بل كانت موجهة لأنفسهم.. نعم دارت الدائرة عليهم وأصبحوا يتقاذفون أنفسهم بما قذفوا به الآخرين.. انقسم الإخوان وأصبح كل فريق يرفع راية «الشرعية»، والفريق المضاد يتهمهم «بالانقلاب»، وهنا وقف الشعب المصري متفرجا يشعر بحالة من البهجة تجاه مجموعة من الأفاكين الذين طالما أرادوا وسعوا لتغييب وعيه
من البداية.

ظل الإخوان منذ 2015 لهم قيادة معبرة عنهم من ثلاثة أفراد كرءوس مثلث، كان رأس هذا المثلث هو محمود عزت نائب المرشد السابق، وكان الوكيل الحصري لنقل بياناته وتوجيهاته للخارج هو محمود حسين الأمين العام لمجلس شوري الجماعة والرجل الحديدي بها، في تلك الأثناء كانت تطال محمود حسين كثير من الاتهامات بالفساد المالي والاختلاسات من قبل شباب الإخوان في تركيا، والذين نشروا على وسائل التواصل الاجتماعي بعض صور الشقق والسيارات الـ«بي إم دبليو» التي يملكها حسين وأبناؤه في حين أنهم لا يجدون ما يسد رمقهم في شوارع اسطنبول.. ولم يتوقف الاتهام على شباب الإخوان بل انسحب على قيادات إخوانية كبيرة، كان أشهرها أمير بسام، عضو مجلس الشوري للإخوان، والذي خرج في تسريب صوتي في عام 2019 يتهم فيه محمود حسين بالفساد، حيث قال في التسريب متحدثا إلى قيادي آخر: «ربنا يعلم إني أقدر إخواني كثيرا.. لكن د. محمود حسين عندما جاء في نهاية الجلسة واعترف أنه أخذ ما ليس حقه من أموال الإخوان هو والإبياري وإبراهيم منير.. حقيقة أنا زهدت في الناس الموجودة اللي بتمد إيديها على فلوس الناس وفلوس الاخوان.. محمود حسين اعترف أمامكم بأنه كتب باسمه شققا وعمارات وليست حقه، ثم يطالب الإخوان بالتبرع.. عمليا، أنا تألمت كثيرا كثيرا ألم لا تتخيله.. إنه ياخد عربية (بي إم دبليو) يركبها بـ100 ألف دولار، وهنا طلبة بيتذلوا عشان 200 ليرة»

التسريب الكامل هنا
هنا استخدم حسين سلطاته وقام بفصل وتجميد كل المخالفين له، وكان مشاركا له في تلك الأوقات إبراهيم منير..
ظلت حالة الاتهامات قائمة وحالة التجميد والفصل قائمة، حتى استطاع حسين وإبراهيم منير السيطرة على الأوضاع
إلى أن جاءت القاضية، والتى تتمثل في إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على محمود عزت، والتى كانت الضربة التى قصمت ظهر بعير الإخوان وقياداتها.

هنا حدث ما لم يكن في الحسبان.. أصبح إبراهيم منير قائما بأعمال مرشد الإخوان بحكم منصبه كنائب للمرشد، وأصبح أعلى درجة تنظيمية من محمود حسين الذي كان يدير كل شيء وصاحب اليد العليا في السيطرة على أموال وإعلام الجماعة، ومحمود عزت الذي كان يستقوى به حسين ويحتكر الحديث باسمه لم يعد موجودا.

في تلك الفترة خرجت حكاية على لسان القيادي الإخواني عصام تليمة، والقيادي أحمد رامي الحوفي، مفادها أن محمد بديع، مرشد الإخوان، كان قد أرسل رسالة لمحمود حسين في عام 2015، يدعوه فيها لتشكيل لجنة خماسية، برئاسة القيادي «حلمي الجزار»، لتتولى الصلح بين أطراف الإخوان المتصارعة وقتها.. لكن محمود حسين أخفى تلك الرسالة، وعندما استفسر حامل الرسالة من إبراهيم منير عن مصير تلك الرسالة فوجئ منير بأنه لا يعلم عنها شيئا، هنا بدأ الصراع بين منير ومحمود حسين، والذي ألمح له منير بالأمس، في حواره مع قناة «الحوار»، قائلا إن الرسائل التي كانت تصل من داخل مصر لخارجها لم تكن دقيقة، ومغلوطة، وبعضها ليس صحيحا!! في اتهام مباشر لمحمود حسين بالكذب والتضليل.


حرب الشرعية والانقلاب

أخذ إبراهيم منير على عاتقه الدعوة لإجراء انتخابات داخلية، والتي جاءت نتائجها على غير رغبة محمود حسين وبعض المحيطين به، فتقدموا بمذكرات طعن في تلك الانتخابات بأنها انتخابات مزورة، ورفضوا الاعتراف بها ورفضوا تسليم المنتخبين الجدد أي شيء من ملفات الجماعة، سواء المالية أو الإعلامية.. هنا خرج إبراهيم منير ببيان يحيل 6 من قيادات الجماعة للتحقيق، على رأسهم محمود حسين، ومدحت الحداد رئيس مجلس إدارة قناة «وطن»، وهمام علي يوسف رئيس مكتب تركيا.

هنا لم تقف جبهة محمود حسين والقيادات المحالة للتحقيق صامتة أمام هذا الإجراء، فقد قام سكرتير مجلس شورى الجماعة، ممدوح مبروك، بتمرير ورقة سرية لبعض أعضاء مجلس الشوري يطالبهم فيها بعزل إبراهيم منير بحجة مخالفته لوائح الجماعة، لكن القيادي الإخواني «جمال حشمت» قام بتسريب تلك الورقة- والتي نشرها على صفحته تحت هاشتاج «انقلاب الاخوان»- وكان هذا التسريب بمثابة قاضية أخرى، حيث تم اتهام حشمت بالخيانة وإفشاء أسرار الجماعة.

ولم يمض على ظهور تلك الورقة سوى 24 ساعة، وفي سباق مع الزمن ومحاولة احتواء الفضيحة التى فجّرها جمال حشمت، حتى خرج الموقع الرسمي للجماعة ببيان عن انعقاد مجلس شوري الإخوان وعزله القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، في سابقة لم تحدث في تاريخ الجماعة.