«فريسة جنسية».. نساء أفغانيات لـ«أمان»: «العالم تركنا خلفه بين يدي طالبان»

منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان فى يوليو، سيطرت طالبان بسرعة على أجزاء كبيرة من البلاد. وبعد أن هرب الرئيس الأفغانى أشرف غنى وسقطت الحكومة، تمكنت من السيطرة على جميع أنحاء البلاد، فسارع عناصرها إلى تكثيف حملاتها وشروطها وقوانينها تجاه المرأة الأفغانية، التى تواصل مع بعضهن «أمان» لمعرفة تخوفاتهن الحالية فى حكم طالبان.
فى البداية قالت ليلى أصولى، 02 عامًا، طالبة جامعية تدرس الهندسة بجامعة كابول «منذ أوائل يوليو بعد أن أصدر قادة طالبان الذين سيطروا على ولايتى بدخشان وتخار أمرًا للزعماء الدينيين المحليين بتقديم قائمة بالفتيات فوق سن 15 والأرامل تحت سن 45 للزواج من مقاتلى طالبان شعرت بالخوف والرعب خاصة بعدما تزايدت قوة الحركة وسيطرتها على الأسلحة العسكرية الخاصة بالجيش الأفغانى والأمريكى».
وتابعت أنهم يقولون عبر إذاعات المساجد فى كابول منذ، الأمس، إن هذه الزيجات القسرية سيتم فيها نقل النساء والفتيات إلى وزيرستان فى باكستان لإعادة تعليمهن وتحويلهن إلى الإسلام الأصيل.
وأكدت أن هذه البيانات التى أذاعها عناصر حركة طالبان تسببت فى خوف شديد بين النساء وأسرهن، قائلة: «لقد تركنا العالم خلفه بلا نظرة أخيرة حول ما سنواجهه من مصير مرعب ومخيف وقاتم».
وأكملت: ندرس الآن وسائل الفرار والانضمام إلى صفوف النازحين، ما يضيف إلى الكارثة الإنسانية التى تتكشف فى أفغانستان، ففى الأشهر الثلاثة الماضية وحدها نزح 900000 شخص خارج البلاد نحو البلاد المجاورة».
تذكرنا حكم طالبان الوحشى
وعبر صوت متخوف وكلمات راجية قالت كلثوماى محمد زادى، موظفة حكومية سابقة فى وزارة الاتصالات لـ«أمان»، إن توجيهات طالبان تجاه المرأة تحذير صارخ لما ينتظرنا وتذكير صارخ بنظامهم الوحشى الذى أقيم منذ 1996 وحتى 2001 والذى تعرضت خلاله النساء لانتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان، وحرمان من العمل والتعليم وإجبارهم على ارتداء البرقع ومنعهم من مغادرة المنزل دون ولى أو محرم».
وأكدت أنه على الرغم من ادعاء طالبان بأنهم غيروا موقفهم من حقوق المرأة إلا أن القوانين الأخيرة لإلزام آلاف النساء بالاستعباد الجنسى تظهر عكس ذلك تمامًا، حيث يلزم على كل الأسر تقديم فتياتهن لعناصر الحركة بلا مقابل كأنهن سبايا وعبيد.
وتابعت أنه علاوة على ذلك فحركة طالبان فى نيتها حرمان الفتيات من التعليم بعد سن الثانية عشرة وحظر النساء من العمل وإعادة العمل بالقانون الذى يتطلب من المرأة أن تكون برفقة ولى الأمر.
وأكدت أن المكاسب التى حققتها المرأة الأفغانية خلال العشرين سنة الماضية وخاصة فى مجالى التعليم والعمالة والمشاركة السياسية جميعها أصبحت تحت تهديد خطير الآن.
وأوضحت أن إجبار الأسر لتزويج بناتهن هو استراتيجية تهدف إلى جذب المسلحين للانضمام إلى طالبان وهذا يعد استعبادًا جنسيًا، وليس زواج وإجبارًا للنساء على العبودية الجنسية تحت ستار الزواج هو فى الوقت نفسه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية حيث تنص المادة 27 من اتفاقية جنيف على ما يلى:
«يجب حماية النساء بشكل خاص من أى اعتداء على شرفهن ولا سيما ضد الاغتصاب أو الدعارة القسرية أو أى شكل آخر من أشكال هتك العرض».
واشارت إلى أنه فى عام 2008 اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 1820، معلنًا أن «الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسى يمكن أن تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
وعلقت أن «ما تطلبه طالبان بالإجبار والأمر الآن من الأسر وبناتهن هو اعتراف صريح بالعنف الجنسى وأحد أساليب الحرب التى تهدف إلى إذلال أفراد المجتمع المدنيين والسيطرة عليهم وبث الرعب فى نفوسهم»، مضيفة: «يجب على الأمم المتحدة الآن أن تتصرف بشكل حاسم لمنع المزيد من الفظائع ضد النساء فى أفغانستان».
رجاء للمجتمع الدولى
واقترحت انتماء صالح، صحفية مختصة بتغطية البرلمان، أربعة إجراءات سياسية للمجتمع الدولى لتحقيق السلام المستدام أنهم يجب أن يسترشدوا بالقرار 1820 الذى يؤكد أهمية إشراك النساء كمشاركات على قدم المساواة فى عملية السلام ويدينون جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعى ضد المدنيين فى النزاعات المسلحة، والدعوة إلى وقف فورى لإطلاق الارهاب والرعب ضد المدنيين لضمان استمرار عملية السلام بحسن نية، وضمان احترام حقوق المرأة المنصوص عليها فى دستور أفغانستان والتشريعات الوطنية والقانون الدولى وعدم فرض دستور جديد يجبر المراة على خوض حياة مذلة ومهينة.
وتابعت أنه «يجب أن يكون رفع العقوبات عن طالبان مشروطًا بالتزامها بدعم حقوق المرأة ويجب على الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وهما حاليًا أكبر مانحين لأفغانستان جعل المساعدة مشروطة بذلك، كما يجب ألا يكون هناك إفلات من العقاب على أعمال العنف الجنسى كجزء من نهج شامل لتحقيق السلام الدائم والعدالة الوطنية فى البلاد».
سجن فولاذى
وعقبت صحرة نبيل هيرات أن العالم يجب أن يكون مستعدا لاستقبالنا فنحن على عتبات نهايتنا وأمامنا أبواب سجون فولاذية ننتظر إغلاقها علينا فى أى لحظة بحسب قولها.
وأشارت إلى أنه منذ لحظة دخول طالبان إلى كابول فرض عليهم التزام منازلهم، قائلة: «عناصر الحركة ضربوا شقيقها على قدمه حتى نزفت وتورمت لمجرد أنه يرتدى بنطال جينز فقالوا لا ستعاقب لتشبهك بالكافرين».