رئيس مجلس التحرير
د. محمد الباز
رئيس التحرير
وائل لطفى
وجهات نظر
الثلاثاء 17/أغسطس/2021 - 08:46 م

«فريسة جنسية».. نساء أفغانيات لـ«أمان»: «العالم تركنا خلفه بين يدي طالبان»

نساء أفغانيات
نساء أفغانيات
سارة شلبي
aman-dostor.org/38008

منذ‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وقوات‭ ‬الناتو‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬فى‭ ‬يوليو،‭ ‬سيطرت‭ ‬طالبان‭ ‬بسرعة‭ ‬على‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬البلاد‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬هرب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأفغانى‭ ‬أشرف‭ ‬غنى‭ ‬وسقطت‭ ‬الحكومة،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬فسارع‭ ‬عناصرها‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬حملاتها‭ ‬وشروطها‭ ‬وقوانينها‭ ‬تجاه‭ ‬المرأة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬التى‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬بعضهن‭ ‬‮«‬أمان‮»‬‭ ‬لمعرفة‭ ‬تخوفاتهن‭ ‬الحالية‭ ‬فى‭ ‬حكم‭ ‬طالبان‭.‬


فى‭ ‬البداية‭ ‬قالت‭ ‬ليلى‭ ‬أصولى،‭ ‬‮02 ‬عامًا،‭ ‬طالبة‭ ‬جامعية‭ ‬تدرس‭ ‬الهندسة‭ ‬بجامعة‭ ‬كابول‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬أوائل‭ ‬يوليو‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصدر‭ ‬قادة‭ ‬طالبان‭ ‬الذين‭ ‬سيطروا‭ ‬على‭ ‬ولايتى‭ ‬بدخشان‭ ‬وتخار‭ ‬أمرًا‭ ‬للزعماء‭ ‬الدينيين‭ ‬المحليين‭ ‬بتقديم‭ ‬قائمة‭ ‬بالفتيات‭ ‬فوق‭ ‬سن‭ ‬15‭ ‬والأرامل‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬45‭ ‬للزواج‭ ‬من‭ ‬مقاتلى‭ ‬طالبان‭ ‬شعرت‭ ‬بالخوف‭ ‬والرعب‭ ‬خاصة‭ ‬بعدما‭ ‬تزايدت‭ ‬قوة‭ ‬الحركة‭ ‬وسيطرتها‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬العسكرية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالجيش‭ ‬الأفغانى‭ ‬والأمريكى‮»‬‭.‬


وتابعت‭ ‬أنهم‭ ‬يقولون‭ ‬عبر‭ ‬إذاعات‭ ‬المساجد‭ ‬فى‭ ‬كابول‭ ‬منذ،‭ ‬الأمس،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الزيجات‭ ‬القسرية‭ ‬سيتم‭ ‬فيها‭ ‬نقل‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬إلى‭ ‬وزيرستان‭ ‬فى‭ ‬باكستان‭ ‬لإعادة‭ ‬تعليمهن‭ ‬وتحويلهن‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬الأصيل‭.‬


وأكدت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬التى‭ ‬أذاعها‭ ‬عناصر‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬تسببت‭ ‬فى‭ ‬خوف‭ ‬شديد‭ ‬بين‭ ‬النساء‭ ‬وأسرهن،‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬تركنا‭ ‬العالم‭ ‬خلفه‭ ‬بلا‭ ‬نظرة‭ ‬أخيرة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬سنواجهه‭ ‬من‭ ‬مصير‭ ‬مرعب‭ ‬ومخيف‭ ‬وقاتم‮»‬‭.‬


وأكملت‭: ‬ندرس‭ ‬الآن‭ ‬وسائل‭ ‬الفرار‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬النازحين،‭ ‬ما‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬تتكشف‭ ‬فى‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ففى‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية‭ ‬وحدها‭ ‬نزح‭ ‬900000‭ ‬شخص‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬نحو‭ ‬البلاد‭ ‬المجاورة‮»‬‭.‬


تذكرنا‭ ‬حكم‭ ‬طالبان‭ ‬الوحشى‭ ‬


وعبر‭ ‬صوت‭ ‬متخوف‭ ‬وكلمات‭ ‬راجية‭ ‬قالت‭ ‬كلثوماى‭ ‬محمد‭ ‬زادى،‭ ‬موظفة‭ ‬حكومية‭ ‬سابقة‭ ‬فى‭ ‬وزارة‭ ‬الاتصالات‭ ‬لـ«أمان‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬توجيهات‭ ‬طالبان‭ ‬تجاه‭ ‬المرأة‭ ‬تحذير‭ ‬صارخ‭ ‬لما‭ ‬ينتظرنا‭ ‬وتذكير‭ ‬صارخ‭ ‬بنظامهم‭ ‬الوحشى‭ ‬الذى‭ ‬أقيم‭ ‬منذ‭ ‬1996‭ ‬وحتى‭ ‬2001‭ ‬والذى‭ ‬تعرضت‭ ‬خلاله‭ ‬النساء‭ ‬لانتهاكات‭ ‬مستمرة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وحرمان‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والتعليم‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬ارتداء‭ ‬البرقع‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬المنزل‭ ‬دون‭ ‬ولى‭ ‬أو‭ ‬محرم‮»‬‭.‬


وأكدت‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ادعاء‭ ‬طالبان‭ ‬بأنهم‭ ‬غيروا‭ ‬موقفهم‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإلزام‭ ‬آلاف‭ ‬النساء‭ ‬بالاستعباد‭ ‬الجنسى‭ ‬تظهر‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬تمامًا،‭ ‬حيث‭ ‬يلزم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأسر‭ ‬تقديم‭ ‬فتياتهن‭ ‬لعناصر‭ ‬الحركة‭ ‬بلا‭ ‬مقابل‭ ‬كأنهن‭ ‬سبايا‭ ‬وعبيد‭. ‬


وتابعت‭ ‬أنه‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فحركة‭ ‬طالبان‭ ‬فى‭ ‬نيتها‭ ‬حرمان‭ ‬الفتيات‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬وحظر‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬وإعادة‭ ‬العمل‭ ‬بالقانون‭ ‬الذى‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬برفقة‭ ‬ولى‭ ‬الأمر‭.‬


وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المكاسب‭ ‬التى‭ ‬حققتها‭ ‬المرأة‭ ‬الأفغانية‭ ‬خلال‭ ‬العشرين‭ ‬سنة‭ ‬الماضية‭ ‬وخاصة‭ ‬فى‭ ‬مجالى‭ ‬التعليم‭ ‬والعمالة‭ ‬والمشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬جميعها‭ ‬أصبحت‭ ‬تحت‭ ‬تهديد‭ ‬خطير‭ ‬الآن‭.‬


وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬إجبار‭ ‬الأسر‭ ‬لتزويج‭ ‬بناتهن‭ ‬هو‭ ‬استراتيجية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬جذب‭ ‬المسلحين‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬طالبان‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬استعبادًا‭ ‬جنسيًا،‭ ‬وليس‭ ‬زواج‭ ‬وإجبارًا‭ ‬للنساء‭ ‬على‭ ‬العبودية‭ ‬الجنسية‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬الزواج‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬وجريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬حيث‭ ‬تنص‭ ‬المادة‭ ‬27‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يلى‭:‬


‮«‬يجب‭ ‬حماية‭ ‬النساء‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬شرفهن‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬ضد‭ ‬الاغتصاب‭ ‬أو‭ ‬الدعارة‭ ‬القسرية‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬شكل‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬هتك‭ ‬العرض‮»‬‭.‬


واشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬اعتمد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬القرار‭ ‬1820،‭ ‬معلنًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاغتصاب‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬الجنسى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.‬


وعلقت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬تطلبه‭ ‬طالبان‭ ‬بالإجبار‭ ‬والأمر‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬وبناتهن‭ ‬هو‭ ‬اعتراف‭ ‬صريح‭ ‬بالعنف‭ ‬الجنسى‭ ‬وأحد‭ ‬أساليب‭ ‬الحرب‭ ‬التى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إذلال‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬المدنيين‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليهم‭ ‬وبث‭ ‬الرعب‭ ‬فى‭ ‬نفوسهم‮»‬،‭ ‬مضيفة‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬تتصرف‭ ‬بشكل‭ ‬حاسم‭ ‬لمنع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفظائع‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬فى‭ ‬أفغانستان‮»‬‭.‬


رجاء‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولى


واقترحت‭ ‬انتماء‭ ‬صالح،‭ ‬صحفية‭ ‬مختصة‭ ‬بتغطية‭ ‬البرلمان،‭ ‬أربعة‭ ‬إجراءات‭ ‬سياسية‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬المستدام‭ ‬أنهم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يسترشدوا‭ ‬بالقرار‭ ‬1820‭ ‬الذى‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬إشراك‭ ‬النساء‭ ‬كمشاركات‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬ويدينون‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعى‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬فى‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬الارهاب‭ ‬والرعب‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬لضمان‭ ‬استمرار‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬بحسن‭ ‬نية،‭ ‬وضمان‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬دستور‭ ‬أفغانستان‭ ‬والتشريعات‭ ‬الوطنية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬وعدم‭ ‬فرض‭ ‬دستور‭ ‬جديد‭ ‬يجبر‭ ‬المراة‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬حياة‭ ‬مذلة‭ ‬ومهينة‭.‬


وتابعت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬طالبان‭ ‬مشروطًا‭ ‬بالتزامها‭ ‬بدعم‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وهما‭ ‬حاليًا‭ ‬أكبر‭ ‬مانحين‭ ‬لأفغانستان‭ ‬جعل‭ ‬المساعدة‭ ‬مشروطة‭ ‬بذلك،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬إفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الجنسى‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬نهج‭ ‬شامل‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬والعدالة‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬البلاد‮»‬‭.‬


سجن‭ ‬فولاذى‭ ‬


وعقبت‭ ‬صحرة‭ ‬نبيل‭ ‬هيرات‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مستعدا‭ ‬لاستقبالنا‭ ‬فنحن‭ ‬على‭ ‬عتبات‭ ‬نهايتنا‭ ‬وأمامنا‭ ‬أبواب‭ ‬سجون‭ ‬فولاذية‭ ‬ننتظر‭ ‬إغلاقها‭ ‬علينا‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬لحظة‭ ‬بحسب‭ ‬قولها‭.‬


وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬دخول‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬كابول‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬التزام‭ ‬منازلهم،‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬عناصر‭ ‬الحركة‭ ‬ضربوا‭ ‬شقيقها‭ ‬على‭ ‬قدمه‭ ‬حتى‭ ‬نزفت‭ ‬وتورمت‭ ‬لمجرد‭ ‬أنه‭ ‬يرتدى‭ ‬بنطال‭ ‬جينز‭ ‬فقالوا‭ ‬لا‭ ‬ستعاقب‭ ‬لتشبهك‭ ‬بالكافرين‮»‬‭.‬

«فريسة جنسية».. نساء أفغانيات لـ«أمان»: «العالم تركنا خلفه بين يدي طالبان»
«فريسة جنسية».. نساء أفغانيات لـ«أمان»: «العالم تركنا خلفه بين يدي طالبان»