رئيس مجلس التحرير
د. محمد الباز
رئيس التحرير
وائل لطفى
قاعدة بيانات
الجمعة 09/يوليه/2021 - 11:27 ص

«عندما حاولت القاعدة تحويل مصر لإمارة إسلامية».. كتاب يكشف الأسرار الكاملة

«عندما حاولت القاعدة
نضال ممدوح
aman-dostor.org/36907

كشف الباحث مختار شعيب في كتابه "خريف الإرهاب.. والفوضي الجديدة الرايات السوداء من سيكاري إلى داعش" عن أن وجود تنظيم القاعدة الإرهابي في مصر وانتشار عناصره ليس عشوائيًا. فقد تم منذ أواخر 2012 تغير في استراتيجية الانتشار والانتقال لعدد من قادة التنظيمات التكفيرية إلى المحافظات، بعد تضييق الخناق عليهم في سيناء، فقد اخترقت تنظيماتهم القاهرة الجديدة والسيدة زينب وطنطا والدقهلية والأكاديمية الإسلامية للتنمية والإبداع بالإسكندرية. وهو ما استدعي تدخل الأجهزة الأمنية للبدء في تعقبهم، وللحد من انتشار عمليات العنف من جديد.

وتابع: وجاءت الإسكندرية لتصبح أكبر محافظات الوجه البحري التي تضم عناصر تكفيرية، فقد ضبطت فيها عناصر تم إيفادها للجهاد في سوريا، وعلي رأسها "محمد مدحت"، الذي سافر مع مجموعة من أربعة تكفيريين بالإسكندرية في مايو 2012 إلى أرض الشام. وكونوا جهادية "الكنانة"، التي ساهمت مع الجيش الحر في فتح معبر باب الهوي علي الحدود السورية- التركية، كما تتواجد عناصر تكفيرية بالدلتا، وتحديدًا بمحافظة الدقهلية، حيث ينتشر عدد من العناصر التكفيرية المعتنقة فكر تنظيم الجهاد، خاصة أنه قبل قيام الثورة مباشرة تم كشف الستار عن أعضاء تنظيم جهادي بالمحافظة اتهم بنشر أفكار تكفيرية والتخطيط لاغتيال السياح والأجانب.

وأوضح أن تنظيم القاعدة يسعي بقوة لتحويل مصر إلى إمارة إسلامية وقاعدة جديدة ينقل ميليشياته إليها، من خلال علاقته القوية مع الجماعات الإرهابية الموجودة بالداخل، في إطار وجود مصر على قمة أولويات القاعدة الآن بجانب سوريا؛ لتحويلهما إلي قاعدتين لنقل الجهاديين إليهما، وقام زعيم القاعدة مصري الأصل الدكتور أيمن الظواهري بالاتصال ببعض الشخصيات الموالية للقاعدة داخل مصر، وأهمها "جمال الكاشف" والشيخ "عادل شحاتة"، لترتيب نقل التنظيم إليها، ودعا إلي ضرب الجيش المصري، لأن هذا سيسهل عملية إسقاط النظام.

كما أشار إلى أن العديد من الخلايا التابعة للقاعدة قد عادت إلى مصر عقب ثورة 25 يناير، بعد سنوات من القتال في باكستان وأفغانستان، ومن عناصرها "عمرو عقيدة"، أحد الذين تم القبض عليهم، وقد بدءوا سريعًا الاتصال بأعضاء التنظيمات التي أفرج عنها الرئيس محمد مرسي من السجون من أجل تكوين جبهة قوية للتحرك، ومنهم أبو عائشة، أخطر رجل بالجماعات الإسلامية بالقاهرة بعد هروبه لمدة 25 عامًا.

ولفت "شعيب": وإذا ربطنا هذه المعلومات المتناثرة مع حقيقة ارتفاع وتيرة وحجم عمليات تهريب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والذخائر عن طريق ليبيا إلي مصر، تتضح خريطة التهديدات أكثر فأكثر، أو بمعني أدق تتضح صورة التهديدات الجسيمة التي تتعرض لها مصر الآن، سواء عبر الحدود أو من المجموعات والبؤر التي تؤمن بفكر القاعدة، وتتصور أن المؤسسات الأمنية مشغولة بأمور سياسية، وأن تلك فرصتها الكبيرة في تحقيق أهدافها في إقامة بؤر وإمارات إسلامية في أنحاء مختلفة من البلاد، تبدأ في مناطق حدودية وتتطور إلي القلب لاحقا، وهو ما يعرف باستراتيجية شد الأطراف أولا، والإجهاز علي القلب الرخو ثانيا، تماما كما حدث في اليمن طوال 2011.

وفي يوم السبت 11 مايو 2013، أعلن وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم، في مؤتمر صحفي، عن ضبط خلية إرهابية مكونة من 3 أشخاص، كانت تستهدف القيام بعمليات تفجير ضد سفارتي أمريكا وفرنسا، والخلية المقبوض عليها مرتبطة بخلية مدينة نصر، والمتهمون الثلاثة قد تواصلوا مع الكردي "داود الأسدي"، مسئول تنظيم القاعدة بغرب آسيا، الذي كلف أحدهم بالتواصل مع "محمد جمال عبده"، الحارس الشخصي لأسامة بن لادن، و"طارق طه أبو العزم"، ضابط سلاح المشاة المصري، الذي شارك في تفجير السفارة الأمريكية في ليبيا.

محمد جمال عبده، الحارس الخاص لأسامة بن لادن، ألقي القبض عليه ديسمير 2012 أثناء اختبائه بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، أما طارق أبو العزم، فهو ضابط سابق في الجيش سبق سجنه بتهمة الانضمام إلى تنظيم جند الله، وقبض عليه في أكتوبر 2012 بتهمة قيادة تنظيم خلية مدينة نصر، وكان أبو العزم قد زامل "كريم بديوي"- المتهم الرئيسي، والذي لقي حتفه أثناء مداهمة المنزل في مدينة نصر- في سجن استقبال طرة كانا يقضيان عقوبة السجن بتهمة الانتماء إلي تنظيم "جند الله". كما ضمت الخلية عضوا تونسي الجنسية يدعي "علي محمد سعيد الميرغني"، يعمل فني ماكينات طباعة، وبدأت علاقته ببقية المتهمين عبر الإنترنت، عندما قرر السفر إلي سوريا، وقال في التحقيقات إنه ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين في تونس، واعترف بإجادته صنع القنابل وتفجيرها عن بعد، وقال إنه حصل على دورات تدريبية في هذا المجال في هولندا، لكنه نفي تخطيطه لارتكاب أي أعمال إرهابية في مصر.

ضمت الخلية أيضًا الضابط المستقيل من الجيش "رامي السيد الملاح"، والذي ذكر في التحقيقات أنه تقدم باستقالته من الجيش حتي يتمكن من نصرة المستضعفين في سوريا، وأصر علي عدم وجود صلة له من قريب أو بعيد بهذه التنظيمات.
بعد ضبط الخلية بأيام، تم القبض علي "هاني محمد حسن منونة راشد" في أحد الأكمنة بمحافظة مطروح وأفادت التحريات بأنه كان حلقة الوصل بين المتهمين في القاهرة وآخرين في مطروح، وهو مسئول عملية نقل السلاح من مطروح إلي القاهرة وشمال سيناء. كما نسبت له تحريات الأمن العام والوطني ضلوعه في أحداث إرهابية في العريش.

ويستطرد "شعيب" إلى أنه ألقى القبض على هذه الخلية وقبلها خلية مدينة نصر، ما يعطي دلالات مهمة حول تواجد تنظيم القاعدة وانتشار فكره بعد وصول الإخوان للحكم في 2012 واعتناق هذه التنظيمات فكر القاعدة الإرهابي القائم علي تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، بدعوي عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية.

وكانت قد حذرت أجهزة الاستخبارات الدولية، في مقدمتها أمريكا وإنجلترا وفرنسا وإسرائيل، من خطر انتشار تنظيم القاعدة في مصر، خاصة بعد 25 يناير ووصول الإسلام السياسي للحكم، كما رصد العديد من الدراسات في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل التحولات المتسارعة في خريطة الإسلام السياسي في مصر، خاصة فيما يتعلق بتنامي وتيرة وحدة صعود تنظيم القاعدة في مصر بوجه عام، وتحديدا في سيناء وعلى الحدود مع ليبيا التي تشهد تكثيفا لوجود القاعدة هناك. وما يشاع عن موائمات وتقاربات وصفقات بين الإخوان المسلمين والرئيس مرسي وبين تلك الجماعات الجهادية، وهو ما ظهر مؤشره بقيام محمد مرسي بالإفراج عن العديد من العناصر الجهادية الخطرة، يقرب عددهم من 300 سجين، منهم من هم علي ذمة قضايا خطيرة، مثل عبد الحميد أبوعقرب، ومحمد جمال الكاشف الشهير بأبو أحمد "وهو محمد جمال عبده الذي ذكره بيان وزير الداخلية".

وعلى الحدود الشرقية لمصر، توجد معسكرات للقاعدة في سيناء تديرها عناصر من المحسوبين على السلفية الجهادية سابقًا، قبل الظهور الرسمي للتنظيم في هذه المنطقة، بالإضافة لمعسكرات التكفيريين، وتتعاون الجماعات الموجودة في مصر مع الجماعات القاعدية الموجودة علي الجانب الآخر من الحدود داخل غزة مثل "الجيش الإسلامي، جند الإسلام، الأنصار، مجلس شوري المجاهدين" وهو تنظيم يحاكي تنظيم القاعدة وموجود على جانبي الحدود، كما تتعامل مع نظيرتها في ليبيا.