رئيس مجلس التحرير
د. محمد الباز
رئيس التحرير
وائل لطفى
قاعدة بيانات
السبت 26/يونيو/2021 - 05:51 م

«كانت والدته تعلمه الدين فى صغره».. قصة مصرى فى «داعش»

«كانت والدته تعلمه
نضال ممدوح
aman-dostor.org/36871

روى الباحث د. رفعت السيد أحمد في كتابه "داعش خلافة الدم والنار" قصة انضمام شاب مصري لتنظيم داعش، قائلا إنه بعد تركه لمنزله الكائن بحي راق في القاهرة للانضمام إلى التنظيم الإرهابي٬ تعلم "يونس" كيف يذبح البشر٬ وتلقي تدريبا عسكريا للقوات الخاصة واكتسب خبرة قتالية مكثفة في معارك خاضها بالعراق وسوريا. وبعد عام أصبح لديه طموح من النوع الذي قد يشكل كابوسا أمنيا. ويريد هذا الشاب أن يعود لوطنه مرة أخري، لرفع راية تنظيم "داعش" السوداء كما فعل رفاقه في مناطق كثيرة في العراق وسوريا بعد إلحاق الهزيمة العسكرية بالقوات الحكومية. وفي النهاية يقول "يونس" إنه ورفاقه المصريين من المقاتلين في داعش يعتزمون الإطاحة بالحكومة وإقامة خلافة في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.

وقال "يونس" إنه غادر مصر واتجه لسوريا:"لأنني كنت أعتقد أننا لن نستطيع تغيير الوضع في مصر من الداخل بل إن مصر تفتح من الخارج" وقال مقاتل آخر من داعش: "إن يونس عضو في التنظيم٬ وأظهر برنامج المحادثة علي فيسبوك أن رسائل "يونس" مصدرها سوريا٬ وتدرك مصر الخطورة التي قد يشكلها مواطنوها الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية في الخارج بعد عودتهم٬ فبعد عودتهم حمل المصريون الذين شاركوا في قتال السوفيت في أفغانستان خلال الثمانينيات السلاح في وجه قوات الأمن المصرية٬ ونفذوا الكثير من التفجيرات والهجمات٬ وتبدو فرص "داعش" في إقامة خلافة في مصر هزيلة جدا٬ فالدولة المصرية سحقت الجماعات الإرهابية واحدة تلو الأخرى.

وتابع: ولكن لا شك أن عودة المقاتلين ومعهم خبرات من سوريا والعراق ستجلب كثيرا من العنف وتعرقل الجهود الرامية لنشر الاستقرار في البلاد التي عانت من الفوضي السياسية في أعقاب 2011.

وكان "يونس" البالغ من العمر 22 عاما طالبا في جامعة الأزهر حين قرر الانضمام لأخطر جماعة إرهابية في العالم. ومثل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة٬ ينتمي يونس لأسرة غنية تعيش في حي المعادي الراقي بالقاهرة٬ وشارك في الاحتجاجات التي أنهت حكم حسني مبارك٬ وبعد الإطاحة بمبارك وصلت جماعة الإخوان للحكم٬ لكن الجماعة لم تكن محل إعجاب أو تقدير من يونس٬ ووصف يونس محمد مرسي بأنه "طاغوت" لأنه كان يحكم بغير ما أنزل الله٬ واتبع مفاهيم غربية مثل الانتخابات بدلا من تطبيق الشريعة٬ وقال يونس: "بالنسبة لمرسي فحكمه مثل السيسي طاغوت مرتد غير أن الثاني أشد كفرا من الأول" وانتخب السيسي رئيسا لمصر وتعهد بالقضاء علي الإرهابيين بما في ذلك من يستلهمون أفكار داعش. واختار يونس سوريا علي وجه التحديد: "لأن الشام كان المكان الوحيد الذي يجتمع به المجاهدون من كل مكان لتجهيز أنفسهم وترتيب صفوفهم لإعادة فتح بلاد المسلمين وتطهيرها من رجس الطواغيت ثم فتح بيت المقدس من أيدي اليهود أحفاد القردة والخنازير".

ويلفت "رفعت السيد" إلي أن: الانضمام لداعش مباشرة ليس بالأمر السهل وفقا لما قاله "يونس"٬ ولم يدخل الشاب المصري صفوف التنظيم إلا بعد حصوله علي تزكية من عضو بداعش بعد إثبات نفسه في كتيبة داعشية أخري تقاتل في سوريا التي وصلها عن طريق تركيا. يقول يونس:"داعش ليست كباقي الفصائل فهي لا تقبل في صفوفها أحدا إلا بعد تزكية أحد عناصر الدولة له٬ انضممت إلى الكتيبة لحين الحصول علي تزكية من أحد عناصر داعش".

وفي النهاية بات يونس مقاتلا في صفوف داعش ويتلقى التعليمات والتدريب من قائده المباشر وهو مصري الجنسية أيضا.وبعد وصوله إلي سوريا تلقي يونس دورة تدريب قوات خاصة ومعسكر سلاح ثقيل ودورة في القنص". وعلي عكس تنظيم القاعدة الذي يعتمد علي أسلوب حرب العصابات والتفجيرات الانتحارية٬ طور تنظيم داعش نفسه ليصبح أشبه بالمنظمة العسكرية التي تستولي على أراضى وتسعي لتوسيع رقعة الخلافة التي أعلنتها في كل من سوريا والعراق. واستولي التنظيم علي دبابات وناقلات جنود مدرعة ومدافع رشاشة مضادة للطائرات وأسلحة أخري خلفها الجنود الفارون بعد وصول مقاتلي التنظيم إلي شمال العراق.

وقال "يونس": "هذه دولة بها وزارات ودواوين٬ الجيش جزء من أركانها". وأضاف: هناك كتائب وسرايا تماما كأي جيش في العالم. وقدر "يونس" عدد المصريين في صفوف داعش بنحو ألف وقال إنه قابل الكثيرين منهم٬ وأحد الذين قابلهم يونس الشاب "إسلام يكن" الذي ذاع صيته في الإعلام المصري بعد نشره لصوره علي تويتر وهو يمسك بأسلحة وسيوف في صفوف داعش.

وأكد "يونس" ما نشرته صحف محلية عن أن "يكن" الذي اشتهر بلقب "أبو سلمة" كان مغني راب يهوي الموسيقي. وقال:"كان تاركا للصلاة والحمد لله الذي منّ عليه بالهداية" مضيفا أنه كان يجلس بجواره أثناء إجراء الحوار. وردا علي سؤال حول هل يحاولون تجنيد المزيد من الشباب المصري للانضمام لداعش٬ قال يونس: نعم كل شخص يحاول أن يعلم المسلمين أمر دينهم وما فرضه الله عليهم. وتلقي الحسابات التابعة لداعش والمؤيدة لها متابعة من عدد كبير من الإسلاميين في مصر.

ويتابع "رفعت السيد": ووفقا لتقديرات مصادر أمنية فإن عدد المصريين الذين يقاتلون في صفوف جماعات متطرفة في الخارج مثل القاعدة وداعش وغيرها يصل إلي ثمانية آلاف. وفي الداخل باتت جماعة أنصار بيت المقدس التي تتمركز في سيناء مشكلة أمنية (نشر الكتاب في عام 2014) للدولة وقتلت المئات من أفراد الجيش والشرطة ونفذت عمليات اغتيال كبيرة علي مدي العام المنصرم. وتقول مصادر أمنية إن إرهابيين مصريين يتمركزون في معسكرات في ليبيا بالقرب من حدود مصر ويستلهمون أفكار داعش أقاموا اتصالات مع أنصار بيت المقدس. وقال "يونس" إنه ليست لديه إجابة حول وجود تلك المعسكرات في ليبيا من عدمه لكنه أضاف: عليك أن تعلم أنه حتي في مصر توجد معسكرات. كما لم تكن لديه إجابة علي سؤال حول علاقة أنصار بيت المقدس وداعش لكنه قال"أنصار بيت المقدس هي جماعة مجاهدة تسعي إلي تحكيم شرع الله في أرضه ونسأل الله أن يمكن لها".

وتابع "يونس" إنه نجح قبل سفره إلي سوريا في إقناع ما يصل إلي مائة شاب "بفكرة الجهاد" ومنهم من سافر إلي العراق وسوريا ومنهم من بقي في مصر. وقال: كلهم مجاهدون الآن ولله الحمد. منهم من استشهد ومنهم من يزال علي الدرب٬ نسأل الله الثبات وحسن الخاتمة. وأضاف أن الموجودين منهم في مصر يشاركون في هجمات ضد الجيش والشرطة وليسوا في انتظار السفر بل مستمرون لحين وصول دولة الإسلام. وقال يونس إنه تعلق بالجهاد حين كانت والدته تعلمه الدين في صغره وتحدثه عن حال المسلمين في السابق وحالهم الآن. لكن لم تكن هناك أدلة كثيرة تشير إلي أنه سيتبع هذا النهج في نهاية الأمر وكان يبدو مثله٬ مثل أي شاب مصري.

وأضاف أنه قبل التفكير في حمل السلاح "فقط كنت أحفظ القرآن وأتعلم الدين وكنت ألعب كرة القدم ورياضات قتالية مثل الكونغ فو والجي جيتسو. وشأنه شأن الكثير من مقاتلي داعش مزق يونس جواز سفره لإظهار ولائه للتنظيم الذي لا يعترف بالحدود بين الدول الإسلامية. وقال: نحن لا نعتبر بحدود فرضها الغرب الكافر٬ فأمة المسلمين واحدة لا فضل لعربي علي أعجمي فيها إلا بالتقوي. سأظل هنا في الشام حتي نفتحها ونأتي لمصر فاتحين بإذن الله.