رئيس مجلس التحرير
د. محمد الباز
رئيس التحرير
وائل لطفى
قراءات
الخميس 03/يونيو/2021 - 02:45 م

هكذا أججت جريدة «النذير» الإخوانية نيران الفتنة بين المسيحيين والمسلمين

البنا
البنا
نضال ممدوح
aman-dostor.org/36788

قال الباحث السيد يوسف في كتابه "الإخوان المسلمون وجذور التطرف الديني والإرهاب في مصر"، إن حسن البنا مؤسس الجماعة الإرهابية كان حريصا على نفي الاتهامات التي وجهت إلي جماعته بالتعصب ضد المسيحيين وضلوعهم في الحوادث التي وقعت لهم. ويري في تفسيره للجزية أنها بدل نقدي عن الجندية، وأنها امتياز في صورة ضريبة وضعت لرفع الحرج ولتنقية صفوف المجاهدين من غير ذوي العقيدة، وبذلك ينفي أن يكون قد قصد منها الإذلال، ويري أن غير المسلمين إذا جندوا أسقطت عنهم الجزية.

وتابع يوسف: ففي تفسير حسن البنا لسورة "التوبة" الذي نشره تحت عنوان "نظرات في كتاب الله" في مجلة "الإخوان المسلمون" عام 1947 يقول عن أحكام الجزية: "كان يخطر ببالي أن مقتضي هذا أن الإمام إذا رأي من مصلحة الوطن الإسلامي أن يجند غير المسلمين سقطت عنهم الجزية بهذا التجنيد".

واستكمل: عن موقف الإنجليز والأجانب من الدعوة إلي تطبيق الإسلام يحاول حسن البنا أن يطمئنهم، ووصل به الأمر إلي أن نفي عن الإنجليز عنايتهم بنظامنا الداخلي. ففي مذكرة من حسن البنا إلي رئيس الوزراء محمد محمود باشا يحاول فيها إقناعه بتطبيق النظام الإسلامي فيقول: "وقد يقال وكيف ننادي بالإسلام والإنجليز لا يزالون في مصر بالمرصاد، ونقول إن الإنجليز لا يعنيهم من نظامنا الداخلي شىء، وقد تركوا لنا ذلك نتصرف فيه كيف نشاء، ومن مصلحتهم أن نكون أقوياء. ألسنا لهم حلفاء؟ حجة مدموغة. ثم يقول البنا: وقد يقال إن الأجانب يقلقون لهذا ويتأثرون به وهم عصب البلاد الاقتصادي ولهم بين أيدينا مئات الملايين من الجنيهات. حسن جدا فلندع زعماءهم ورؤساءهم ونتفاهم وإياهم، وسيرون في الإسلام وحكم الإسلام وتعاليم الإسلام ضمانة لحقوقهم وحفظا لأرواحهم وتطمينا علي أموالهم ومصالحهم، وذلك ما يريدون.

ولفت السيد يوسف إلى أن جريدة "الإخوان المسلمون"، كانت تشن حملة على الجمعية الكاثوليكية للمدارس المصرية وعلى مؤسساتها ومنشآتها في مارس 1948 وتتهمها بالتعرض لعقائد من يلتحقون بمدارسها من المسلمين. وترسل الجمعية إلى الجريدة ببيان يرد على هذه الاتهامات، ويوضح حقيقة موقفها، ولكن الجريدة لا تنشره فيقوم الدكتور الأب "عيروط" اليسوعي، مدير المدارس الكاثوليكية المصرية، ومعه الدكتور عبده سلام بزيارة حسن البنا بمكتبه بإدارة الشهاب في 3 أغسطس 1948.

وفي هذه الزيارة عتب الأب "عيروط" على جريدة الإخوان في حملتها علي مؤسسات الجمعية ومنشآتها وعدم نشرها البيان، الذي بعث إليها إظهارا لحقيقة الموقف، وتناول الحديث مهمة الجمعية الكاثوليكية للمدارس المصرية وأنها مهمة علمية ثقافية خيرية بحتة، تتمثل في إنشاء المدارس والمستوصفات ولا تتعرض لعقائد من يلتحقون بمدارسها من المسلمين بحال.

وفي أوقات مختلفة وقع تطرف وهجوم متبادل بين الإخوان والأقباط، وظهر هذا في صحف الطرفين، فصحف جماعة الإخوان تنشر المقالات المثيرة للأقباط، فعندما زار وزير المعارف محمد حسين هيكل جمعية الشبان المسيحية ووعد بمساعدتها هاجمته مجلة "القلم الصريح".

وفي "النذير" في الأعداد الصادرة في 15 محرم 1358 فبراير 1929 وفي 29 جمادي الأولي 1358 هجرية 17 7 1939 ميلادية نجد هجوما لنفس السبب علي وزير الأوقاف الشيخ مصطفي عبد الرازق، معتبرة أن ذلك مخالف لتعاليم الإسلام وهو تعليل واتهام غير مقبول، لأن مسئولية الوزير شاملة لمصالح كل المصريين المسلمين والمسيحيين علي السواء، كما نجد في "النذير" أيضا مقالات مثيرة للمسيحيين عن الحروب الصليبية، وخبرا عن إسلام أحد المسيحيين بعد أن قارن بين الأديان.