رئيس مجلس التحرير
د. محمد الباز
رئيس التحرير
وائل لطفى
قراءات
الأربعاء 02/يونيو/2021 - 02:27 م

«نساء فى عرين الأصولية الإسلامية».. كيف استخدمت «الإخوان» المساجد فى استقطاب السيدات؟

الإعلامية رباب كمال
الإعلامية رباب كمال
نضال ممدوح
aman-dostor.org/36786

كشفت الإعلامية رباب كمال في كتابها "نساء في عرين الأصولية الإسلامية"، عن تجربتها مع جماعة الإخوان، وكيف تم استقطابها من خلال المسجد على يد نساء جماعة الإخوان.

تقول: بدأت تجربتي مع الأخوات المسلمات في سبتمبر 2003 وانتهت في يوليو 2004 أي أنها تجربة لم تتجاوز العام، وتم رصدي حينها بكل سهولة ويسر من داخل المسجد الذي كنت أصلي فيه بشكل شبه يومي، تحديدا منذ صلاة المغرب وحتي صلاة العشاء وهو مسجد يوسف الصحابي بمصر الجديدة. وكان التعارف علي الأخوات مجرد البداية التي جعلتني أنجذب لقراءة تاريخ الإسلام السياسي.

تتابع رباب: في مساء أحد أيام شهر سبتمبر 2003 توجهت للمسجد مثل أي يوم آخر، ودنت مني واحدة من الأخوات (ن.م) عرفت فيما بعد أنها تخرجت حديثا فى كلية الهندسة كما أفادتني، اقتربت مني بعد صلاة المغرب وكانت المساجد لا تغلق أبوابها ما بين صلاتي المغرب والعشاء بسبب قصر المدة الزمنية بينهما، اقتحمت (ن.م) خلوتي وبالرغم أنني كنت أتردد علي المسجد كثيرا وبشكل يومي إلا أن وجهها لم يكن مألوفا لي، لكنها كانت تعرفني جيدا خاصة أنها بدأت معي بعد تحية الإسلام بسؤالي عن عدم التزامي بالحجاب خارج أسوار المسجد، وكانت نبرتها هادئة غير متشنجة ولا منفرة، لكنني لم أكن أعرفها فلم أدخل معها في جدال يومها.

وتابعت: تركتني (ن.م) لحالي ورحلت عني ذلك المساء، وعاودت لقائي في المسجد مرارا وتكرارا في صلاة المغرب والعشاء، وبدأنا نتحدث سويا كثيرا ونشأت بيينا صداقة جعلتنا نخرج من أبواب المسجد سويا بعد انتهاء الصلاة، وبدأت تقول لي حاولي ألا تخلعي الحجاب خارج الأسوار وكان كلامها معسولا مشجعا وقد فعلت ما طلبته مني، ولم تكف أبدا عن القول بأن وجهي "منور" أي يشع منه النور وأنا أرتدي الحجاب، وبعد عدة لقاءات داخل المسجد وخارجه وأنا أرتدي الحجاب، قالت لي أحمل لك هدية، وأعطتني كتابا بعنوان "هل نحن مسلمون" للداعية محمد قطب. والصادر عن دار الشروق 1993 وهي دار ليست إسلامية ولكنها تصدر كتبا إسلامية كجزء من اللحاق بالركب العام والتوافق مع التغيرات التي ألمت بالشعب المصري بعدما أصبح رهينة للدروشة الدينية، والنسخة التي كانت بحوزتي، الطبعة السادسة من الكتاب، الصادرة لعام 2003 مما كان يعني أن الكتاب منتشر بين أيدي القراء، حيث طبعت منه خمس طبعات سابقة علي مدار تسع سنوات.

وتلفت رباب كمال إلى أن خطاب محمد قطب لم يكن متحديا للمجتمع مثل خطاب شقيقه سيد قطب عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان، بل كان محمد قطب يري أنه لا بد من التأثير على الشعب أولا وإقناعهم بضرورة حكم البلاد بشرع الله، أي أنه يعول على استقطاب ظهير شعبي ينادي بتطبيق الشريعة وهذا أقرب طريق للسلطة من وجهة نظره. أراد محمد قطب أن يحظي الإخوان بمؤيدين من خارج التنظيم، حتي يستطيع التنظيم الإخواني مواجهة السلطة، فيستطيع التنظيم أن يفاوض السلطة ومعه طوفان من المؤيدين الذي تعمل له السلطة ألف حساب.

بدأت جولتي في كتاب "هل نحن مسلمون" لمحمد قطب وأكثر ما لفت انتباهي في الصفحات الأولي للكتاب هو اللهجة العدائية، بل كانت لغة الكتاب تعبر عن المظلومية، وتقمص القلم القطبي دور المسلم الغيور الذي يتحسر علي دينه. لا بد أن أعترف بأن قراءاتي لم تكن متوسعة حينها، لكن رغما عن ذلك استوقفتني فلسفة محمد قطب، لأن التدرج الذي بدأ به كتابه "هل نحن مسلمون"، بداية بخطاب المظلومية نهاية بخطاب غزو الإسلام للعالم، هو ذاته ملخص تاريخ الإخوان المسلمين الذين احتلوا شقة صغيرة لتكن لهم المأوي قبل أن يحتلوا الشارع بأسره.

واستكملت: لم يكن مصطلح الداعشية قد ظهر في 2003 حينما كنت أقرأ كتاب "هل نحن مسلمون"، لكن أفكار الكتاب كانت تحمل في طياته مفهوم تنظيم الدولة الإسلامية الحالية التي لن تتهاون مع معارضيها. حيث ورد في الكتاب عن سياسة الحكم والتشريع ما يلي: "والتشريع الجنائي له نصوص محدودة واضحة تلتزم بها الجماعة المسلمة بتنفيذها في حد القتل والزنا والسرقة والخمر والردة والإفساد في الأرض". والملاحظ هنا أن محمد قطب استخدم لفظ (الجماعة المسلمة) وليس الإسلامية، لأنه كان يعول على إقامة مجتمع مسلم يطالب بتطبيق الحدود أيا كانت الظروف وليس مجتمعا تحكمه مجرد جماعة إسلامية، فقد كان يسعي أن يكون المجتمع مدافعا عن الحدود راغبا في تنفيذها مثله كمثل الحاكم.

وأردفت: ثم زادنا محمد قطب من الشعر بيتا زاد فيه من نبرته الحادة وتخلي فيه عن خطاب المظلومية، وكتب قائلا:"المسلم المسلمة اللذان ينسلخان من دينهما يجب (سحقهما) لتنهض الأمة وتخطو إلي الأمام". وهكذا فإن السحق هو أسلوب من يقف في مواجهة الدولة الدينية التي يعد لها الإخوان، فلربما أن محمد قطب كان أكثر دهاء في كتاباته عن غيره من الإخوان، لكن هذا لم يكن لكونه مسالما ولكن لكونه مدركا أن سحق المعارضين يحتاج لقوة وسلطة هو لا يملكها لا هو ولا جماعته في ذلك الوقت.