رئيس مجلس التحرير
د. محمد الباز
رئيس التحرير
وائل لطفى
قراءات
الأربعاء 19/مايو/2021 - 02:09 م

«على القدس رايحين شهداء بالملايين».. كيف خدعت «الإخوان» شبابها وتاجروا بالقضية الفلسطينية؟

الإخوان الإرهابية
الإخوان الإرهابية
نضال ممدوح
aman-dostor.org/36710

جماعة الإخوان الإرهابية منذ أن أسسها حسن البنا في مدينة الإسماعيلية عام 1928 وهي تتنفس الأكاذيب، كما تتاجر بقضايا الأمة العربية وآلامها وفي القلب منها القضية الفلسطينية، فرغم الشعارات التي ترفعها الجماعة، ومن أشهرها "على القدس رايحين شهداء بالملايين"، إلا أنه وحتى اليوم لم تطلق الجماعة رصاصة واحدة ضد الكيان الصهيوني أو دولة إسرائيل.

وكشف الباحث أحمد البكري، في كتابه "حلف الشيطان.. الإخوان وتحالفاتهم"، عن هذه الأكاذيب التي اعتادت عليها الجماعة فيما يخص القضية الفلسطينية، حيث إنه لا جماعة الإخوان ولا حسن البنا شاركوا في الحرب ضد اليهود بالرغم من ادعاءات رموزها بقيام عناصرها بأدوار بطولية في حرب فلسطين معتمدة على الروايات الواردة على لسان عناصرها، التي أجادت سرد الخيالات التي تمجد وتشيد بالدور البطولي لعناصر الإخوان في الحرب ضد الكيان الصهيوني.. وإمعانا في لعب هذ الدور، الذي تجيد الجماعة ممارسته في الترويج لادعاءاتهم، بعث مؤسس الجماعة برقية لمجلس الجامعة العربية بتاريخ 9 أكتوبر 1947، أشار خلالها إلى استعداد جماعته لإرسال 10 آلاف مقاتل من الإخوان إلى فلسطين كدفعة أولى للمشاركة في الحرب، إلا أن الحقيقة تؤكد اقتصار مشاركة الإرهابية في حرب 1948 على التواجد في الصفوف الخلفية بهدف جمع المعلومات عن العرب المشاركين في الحرب من حيث العدد والتسليح والعتاد وتزويد المخابرات البريطانية بها، التي تقوم بدورها بإبلاغها إلى ميليشيات اليهود للاستعانة بها في حربها ضد العرب، وكان لتلك المعلومات أكبر الأثر في انتصار اليهود على العرب. 

كما دفعت جماعة الإخوان ببعض عناصرها للتواجد بالقرب من ساحة المعركة بهدف التعرف على أسماء وبيانات من يسقطون شهداء من العرب المشاركين في القتال ضد الميليشيات الصهيونية، وإبلاغ قيادات التنظيم بهم ليسارعوا بالتأكيد على انتمائهم للتنظيم، وأنهم يقاتلون باسم الإخوان- على غير الحقيقة- ويقومون بحياكة القصص الخيالية والأدوار البطولية التي قدمها هؤلاء الشهداء تحت راية الإخوان في ساحة المعركة ليدللوا بذلك على مشاركتهم في حرب فلسطين، والرد على من يقولون إن الإخوان لم يشاركوا. 

وتبنت الإرهابية فكرة الإشراف على معسكرات تدريب المتطوعين لتنأى بعناصرها عن المشاركة المباشرة في الحرب، ولتتمكن من جمع المعلومات عن المتطوعين (أعدادهم وفئاتهم العمرية) لتزويد المخابرات البريطانية التي تقوم بإبلاغ الميليشيات اليهودية بها، كما تبنت جمع السلاح تحت زعم تسليح المجاهدين وإعدادهم قبل المشاركة في الحرب، إلا أن عناصر الجماعة كانت تعمل على تجميع الأسلحة لمنع وصولها إلى أيدي المجاهدين، وتخزينها لاستخدامها في تنفيذ مخططها، حيث تم ضبط العديد من تلك الأسلحة بحوزة عناصر التنظيم في العديد من القضايا، ومن أبرزها قضية "السيارة الجيب" التي ضبطت عام 1948 وبها متفجرات وأوراق كشفت مخططاتهم الإرهابية وعن الكثير من المعلومات عن التنظيم السري.

وقد أكدت الشواهد عمالة جماعة الإخوان لأجهزة المخابرات الغربية، وأن جميع الأعمال الكبرى التي يتفاخر بها قادة الإخوان لم تكن حقيقية، فمثلا حرب فلسطين التي يفخر بها الإخوان باستمرار، أكد عدد من قادة الإخوان في كتبهم ومذكراتهم حقيقة ما حدث مع شباب الإخوان الذين تطوعوا لمحاربة اليهود في حرب فلسطين 1948، وأنهم فوجئوا بأن الشيخ محمد فرغلي، عضو مكتب الإرشاد المسئول عنهم، يبلغهم بأن تعليمات المرشد حسن البنا تأمرهم بالتوقف عن الهجمات ضد اليهود بدعوى أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، والحقيقة أن تلك الأوامر كانت لحماية اليهود، وتم تنفيذ الأوامر، وظل الإخوان في معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين.

وحول استغلال جماعة الإخوان الإرهابية القضية الفلسطينية كستار لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، والتي تكشفها حيثيات قرار حل الجماعة عام 1948: "كما وقعت بتاريخ 24 ديسمبر 1946 حوادث إلقاء قنابل انفجرت في عدة أماكن، وضبط من مرتكبيها اثنان من هذه الجماعة وأدين أحدهما".

وتورد المذكرة واقعة ضبط عدد من أعضاء الجماعة يتدربون على السلاح في المقطم، ويرد البنا: "هؤلاء الخمسة عشر الذين ضبطوا بعضهم من الإخوان ومعظمهم لا صلة له بالإخوان أصلا، ولقد برروا فعلهم بأنهم يستعدون للتطوع لإنقاذ فلسطين".

وهو ما ينفيه ويكذبه أحد أركان الجماعة وأحد مؤسسي تنظيمها الخاص "أحمد عادل كمال"، ويؤكد في كتابه «النقط فوق الحروف» أن هذه العمليات قد تمت بتدبير من الجماعة، وأن جميع مرتكبيها كانوا أعضاء في جهازها السري.

وأكد أحمد عادل كمال: الجميع كانوا من الإخوان، وكان التدريب يتم لأسابيع على دفعتين كل يوم، وإن الترتيبات كانت تقضي بإعداد حفرة تخبأ فيها الأسلحة إذا شعروا باقتراب الأمن، وإذا قبض عليهم كان على الإخوان المقبوض عليهم أن يقولوا إنهم متطوعون لقضية فلسطين، وهي إجابة كان متفقا عليها، وفي نفس الوقت كانت هناك استمارات تحرر بأسمائهم في مركز التطوع، كما تم الاتصال بالحاج أمين الحسيني وشرحنا له الوضع على حقيقته، وكان متجاوبا معنا تماما، فأقر بأن المقبوض عليهم متطوعون، وأن السلاح سلاح الهيئة العربية العليا.