السبت 05/سبتمبر/2020 - 10:27 م
«الوشاية والقتل غدرًا».. كيف تحل «الإرهابية» الخلافات الداخلية؟

الاخوان
aman-dostor.org/33453
الخلافات في الجمعات المتأسلمة أخطر عليها من الرصد الأمني، فأي خلاف في الداخل يصبح مثل الخلية السرطانية التي تهدد البنيان بالكامل وتزعزع بقائه، وفي تاريج جماعة الإخوان الإرهابية تحديدًا العديد من التصدعات التي خلخلت قواعدها وغيرت دستورها الحاكم، وجُل ما أزم الداخل كان ما حدث بعد ثورة 30 يونيو، وتدريجيًا صعدت إلى السطح، مما أدى إلى تفككها لعدة كيانات خارجية وداخلية، تتصارع فيما بينها من أجل السيطرة على قرار التنظيم وموارده.
وآخر وأكبر إرهاصات هذه الخلافات، رفض قطاعات واسعة من الجماعة، قرار تعيين القيادي إبراهيم منير نائب المرشد العام، وأبرز قادة التنظيم الدولي، قائما بأعمال المرشد، عقب اعتقال القائم السابق بأعمال المرشد العام محمود عزت.
لكن سبق ذلك أكثر من موقف هدد الكيان واستمرار بقائه لاسيما في الخارج الذي يعد الدرع الحصين ضد إنهاء تواجد الإخوان بالكامل، وكان أشهر خلاف ترأس محمد كمال، ما سمي (اللجنة الإدارية العليا) منذ تأسيسها في فبراير 2014، بهدف إدارة شئون الجماعة، عقب اعتقال معظم القيادات العليا.
ومنذ توليه هذا المنصب تصاعد الخلاف بينه وبين النائب الأول لمرشد الإخوان، القيادي محمود عزت، والخلاف لم يكن عقائدي كعادة الإخوان، حيث كان حول طريقة إدارة شئون الجماعة في مرحلة ما بعد اعتقال القيادات، ووصل ذروته أواخر عام 2015، حين أصدر نائب المرشد، قراراً بإقالة جميع أعضاء لجنة كمال، وتعيين آخرين.
ويرجع الخلاف لرؤية القيادي الراحل محمد كمال، بشأن اللجوء إلى ما أسماه (العنف الثوري)، وهو التوجه الذي قام بتدشينه فعلياً اوائل عام 2015، عبر تشكيلات مسلحة عديدة، منها (حركة حسم) و(لواء الثورة) وغيرها.
وأدت هذه الخلافات إلى استقالة «كمال» من عضوية مكتب الإرشاد في مايو 2016، ومن المناصب الإدارية الأخرى داخل الجماعة، وشرع في تأسيس جناح إداري خاص به ومنفصل سماه (المكتب العام)، وظل هذا الوضع قائماً حتى قُتل خلال اشتباك مع الشرطة أثناء إحدى المداهمات في أكتوبر 2016 شكلت وفاته المفاجأة، نقطة انطلاق جديدة في مسار الصراع الداخلي بجماعة الإخوان.
وظهر هذا جلياً من خلال ردود الفعل التي تلت مقتله في صفوف قياديي الجماعة ونشطائها، فعقب صلاة الجنازة التي أقامها الإخوان بتركيا، وشهدت انقساما واضحاً بين المعسكر الموالي للراحل محمد كمال، والمعسكر الموالي لمحمود عزت، صدرت عدة بيانات من نشطاء بارزين في الجماعة، تهاجم محمود عزت لإبراهيم منير، منهم مؤسس شبكة (رصد) عمرو فراج، وعز الدين دويدار.
كما تشكلت جبهة من شباب الإخوان، اتهمت صراحة المعسكر الموالي لمحمود عزت، بالتورط في عملية التبليغ عن مكان تواجد القيادي الراحل محمد كمال، ورغم أن كمال لم يكن مؤثرًا إلا أن طريقته المسلحة كانت تلاقي ترحيب من الشباب خاصة من شارك في اعتصامي رابعة والنهضة، فنصبونه ولي يأخذ الثأر لدمائهم.