بعد 4 سنوات.. «إدلب» حلقة الصراع الجديدة بين «داعش» و«تحرير الشام»

بعد مرور 4 أعوام على طرده من مدينة إدلب السورية، شمال غرب سوريا، عاد تنظيم داعش الإرهابي لشن هجمات مرة أخرى على الفصائل الموجودة فيها رغبة فى السيطرة على مناطق بها، ما أشعل الحرب مع هيئة تحرير الشام، القريبة من القاعدة، فى الوقت الذي يسعى فيه النظام السوري لتكثيف نفوذه فى تلك المحافظة. وتمكن مقاتلو التنظيم، أمس الأول، من استعادة أراضٍ فى محافظ إدلب فى شمال سوريا، خاصة بعد هزيمته فى دير الزور، بل أصبحت وحدات من التنظيم على بعد 10 كيلومترات من إدلب بعد وصول عناصره إلى منطقة قلعة الحوايس. الأمر الذي أثار مخاوف بعض أطياف المعارضة السورية والفصائل المعارضة المسلحة فى إدلب خشية الوقوع بين فكي كماشة نتيجة تقدم الجيش السوري وداعش، وهو ما اعتبره مراقبون أن عودة "داعش" إلى تلك المناطق قد تشكل ظاهرة خطرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، فى تقرير له، إن التنظيم الجهادي سيطر على قرية باشكون بعد اشتباكات مع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا). وجاء ذلك بعد أيام من المواجهات بين التنظيم والهيئة فى محافظة حماة المجاورة، حيث تمكن خلالها التنظيم المتطرف من السيطرة على مجموعة قرى فى شمال شرق المحافظة، بحسب المرصد. هذا فى الوقت، الذ تواصل فيه وحدات من الجيش السوري تقدمها نحو الحدود الإدارية لمحافظتي حماة وإدلب فى إطار العملية العسكرية ضد تنظيمي النصرة وداعش بعد تقدم الأخير للسيطرة على إدلب. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر ميداني، أن وحدات من الجيش والقوات الرديفة، توغلت فجر أمس بين ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وسيطرت على عدة نقاط وتلال، بإسناد ناري كثيف من المدفعية والطيران الحربي السوري والروسي. كما سيطر الجيش على قرية الظافرية بريف إدلب الجنوبي الشرقي المحاذي لريف حماة الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي النصرة، حيث شن الطيران الروسي والسوري أكثر من 30 غارة جوية على مواقع فى بلدة الرهجان ومحيطها، ما أدى إلى تدمير مجموعات إرهابية. ومنذ دخول داعش لإدلب، تسود اتهامت بين التنظيم وهيئة تحرير الشام، التي وصفت الأول بـ"الخوارج"، واعتبرتهم "خونة" وجب قتالهم. يأتي هذا تزامنًا مع حديث وكالة "مؤتة"، أحد المنابر الإرهابية لداعش، عن وجود أزمة مالية داخل هيئة تحرير الشام، القريبة من تنظيم القاعدة فى سوريا. وذكر المنبر الإرهابي، أن أزمة انقطاع الرواتب داخل الهيئة فى أدلب دخلت شهرها الثالث على التوالي، حيث يعاني العناصر من عدم تسلمهم أي مستحقات. وأضافت: "راتب العنصر أقل من 100 دولار شهريًا، والهيئة عجزت فى تأمينه رغم ذلك، مع أنها لا تساوي إلا جزءًا يسيرا من مردود المعابر مع تركيا والنظام، والتي يسيطر عليها الهيئة، حيث تدر ملايين الدولارات شهريًا، إضافة إلى الضرائب التي تفرضها على التجار والمواطنين. وأوضحت الوكالة الداعشية، أن هذه الأزمة أثارت غضب العناصر ضد قياداتهم، حيث اتهموهم بسرقة تلك الأموال لحسابهم الشخصي، متابعةً: "قد غدا معظم القيادات يعملون فى التجارة والعقارات، ويتحكمون فى التجارة بطريقة تشبه المسؤولين فى النظام السوري".