من هو «أبو الحارث المصري» الذي صفع «الظواهري» من سوريا؟

جدل كبير ساد الأوساط الإرهابية بعد التسجيل الصوتي المنسوب لقيادي جهادي يدعى "أبو الحارث المصري" من أبناء تنظيم القاعدة الإرهابي، يهاجم فيه أيمن الظواهري ويصفه بـ "الإمام المسردب"، واتهمه فى التسجيل بالاختفاء عن قيادة القاعدة منذ سنين والاكتفاء بإصدار البيانات والتسجيلات الصوتية من سردابه الذي يمنعه عن متابعة الأحداث أول بأول ويجعله يسمع الأنباء من المقربين له كما يرونها من وجهة نظرهم. السبب الرئيسي فى هجوم أبو الحارث المصري على رفيق دربه أيمن الظواهري، هو دعم الأول لما تعرف باسم هيئة تحرير الشام فى سوريا، والتي كانت ذراعا عسكريا للقاعدة فى السابق هناك تحت مسمى "جبهة النصرة" قبل أن تفك الارتباط بالقاعدة وتغير اسمها ومن ثم بدأت الحرب بينها وبين تنظيم القاعدة تطفو على السطح حتى وصلت إلى ذروتها عندما أصدر أيمن الظواهري كلمة صوتية هاجم الهيئة وقائدها أبو محمد الجولاني الذي يحظى بدعم وتأييد "أبو الحارث المصري" الذي شن هجوما شرسا على صديقه القديم دعما له. من هو أبو الحارث المصري؟ سؤال يجهل الإجابة عليه بعض عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، نظرا للسرية الكبيرة التي أحاطت بهذه الشخصية منذ الانضمام للقاعدة وحتى بعد دخوله سوريا وانضمامه إلى هيئة تحرير الشام بل وأصبح من أبرز القيادات بها. فك الارتباط مع القاعدة كان سببا رئيسيا فى الكشف عن هوية أبو الحارث المصري الذي ظهر لأول مرة بوجهه دون إخفاء له فى مارس الماضي عندما زار مع أبو محمد الجولاني بعد معسكرات التنظيم فى ريف حماة الشمالي، ذلك المعسكر الذي يعتبر من أهم المعسكرات القتالية لهيئة تحرير الشام والمنطلق الرئيسي لمعظم هجماته وغزواته. وبعد هذا الظهور زعمت مصادر سورية أن هذا الشخص هو نفسه أسامة قاسم أحد مؤسسي جماعة الجهاد المصرية التي نفذت عملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعمل بها كمفتي عام، وقد نشرت هذه الأنباء لأول مرة جريدة الوطن السورية بتاريخ 27 مارس عام 2017، وتأكد منها "أمان" من مصادره. من هو أسامة قاسم، هو جهادي مصري، فى نهاية الخمسينات من العمر أو بداية الستينات، كان واحد من المخططين لاغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتم القبض عليه بعد تنفيذ اغتيال الرئيس السابق، وحكم عليه بالسجن لمدة 50 عاما. قضى قاسم من سجنه 26 عاما فقط، وخرج مع من خرجوا من السجون المصرية بعد ثورة 25 يناير لينضم لصفوف الجهاديين الذين خرجوا من السجون وبدأوا فى ممارسة حياتهم بصورة طبيعية وخاصة بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم بداية من فوزها بانتخابات برلمان 2012 وحتى فوز المعزول محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية. ظهر "قاسم" أكثر من مرة فى الإعلام المصري، واعترف فى حواراته الصحفية بالمشاركة فى اغتيال السادات، وتخطيطه مع جماعة الجهاد لاحتلال مصر بأسرها وتحويلها إلى دولة إسلامية خاضعة لهم، مؤكدا على أنهم فكروا فى أول الأمر اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون لإعلان قيام دولتهم المزعومة. وهاجم "قاسم" فى أحاديثه قادة الجماعة الإسلامية التي شاركت فى مراجعات وقف العنف عام 1997، مؤكدا أن تلك المراجعات تمت تحت ضغوط أمنية ولا يعترف بها أي جهادي حتى ممن شاركوا فيها. حضر "قاسم" ثورة 30 يونيو، وكانت له تصريحات تحريضية حيث دعا إلى قتل المتظاهرين ضد المعزول محمد مرسي الذي دعمه وبقوة فى الانتخابات الرئاسية بعد خروج مرشحه المفضل حازم صلاح أبو إسماعيل من السباق الرئاسي، وهدد فى تلك الفترة المرشحين ضد مرسي بمصير السادات حال نجاحهم فى انتخابات الرئاسة. وبعد عزل مرسي سافر "قاسم" مع من سافروا إلى سوريا بحجة الجهاد هناك ضد النظام السورية بقيادة بشار الأسد، وانضم إلى جبهة النصرة الذراع العسكري للقاعدة، وبعد فك الارتباط بين النصرة والقاعدة، أصبح من القيادات البارز لهيئة تحرير الشام وأحد الأصدقاء المقربين من أبو محمد الجولاني.