الأحد 15/أكتوبر/2017 - 10:35 م
«أحمد البحيري» يكشف لـ «أمان» أسباب الهجوم الإرهابي على «القواديس»

محمود إبراهيم
aman-dostor.org/198
قال أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدرسات السياسية، إن العمليات الإرهابية في سيناء جاءت ردًا على إغلاق الحدود إثر المصالحة الفلسطينية، فضلًا عن قدرة الجيش في قتل أبرز قيادات تنظيم "بيت المقدس الإرهابي" وعلى رأسهم أبو أنس الأنصاري.
وأضاف البحيري، في حوار خاص لـ"أمان"، أن التنظيم الإرهابي سيلجأ خلال الفترة الحالية لتكثيف عملية استقطابه للعناصر الإرهابية من البيئة البدوية- مصدره الرئيسي- فضلًا عن التواصل مع إرهابيي الوادي والدلتا وعلى رأسهم "حسم"، والتواصل مع "العائدين" من سوريا والعراق للدخول ضمن صفوفه.. وإلى نص الحوار..
بداية، ماهي أسباب وقوع العمليات الإرهابية في سيناء؟
المصالحة مع حماس أحد الأسباب التي أدت لوقوع العمليات الإرهابية، لكنها ليست العامل الرئيسي، فتلك العمليات جاءت ردًا على المداهمات الكبرى التي نفذتها القوات المسلحة في سيناء، فضلا عن مقتل عدد كبير من عناصر التنظيم، بالإضافة لمحاولة إثبات الذات بأنهم ما زالوا موجودين وقادرين على تنفيذ هجمات ضد الجيش.
في رأيك، لماذا يلجأ التنظيم إلى الانغماسيين الآن؟
لم يلجأ التنظيم إلى الانغماسيين في سيناء الآن، فهي إستراتيجية مستخدمة منذ سنة، وآخرها كانت عملية استهداف الكتيبة 101 التي استشهد فيها العقيد أحمد المنيسي، أما عملية اليوم وعملية الأمس في الشيخ زويد والعريش نفذتا بـ"الانتحاريين" وليس الانغماسيين، وكلها عمليات تتم في إطار المواجهة مع القوات المسلحة.
هل كانت هناك عمليات نوعية نفذت خارج إطار المواجهة؟
نعم، عملية مصنع الأسمنت التي نُفذت وسط سيناء، وإن كانت نتائجها قليلة إلا أنها تعتبر أخطر العمليات النوعية للتنظيم الإرهابي حتى الآن، لأنها بعيدة عن إطار المواجهة الذي يدور في 30 لـ50 كيلو مترًا.
وجاء تنامي العمليات في أعقاب مقتل "عودة سلامة الحمادين"، مسؤول التدريب والتسليح في التنظيم الشهر الماضي على يد قوات الجيش، وهو ابن عم أبو أنس الأنصاري، قائد التنظيم الذي تم قتله في شهر فبراير من العام الجاري. واعتقد أن العملية كانت ردًا على تصفية الجيش للقادة الخمسة الكبار للتنظيم وعلى رأسهم زعيمه "الأنصاري".
إذًا، ماهو العنصر اللافت في عملية اليوم الإرهابية بـ"كرم القواديس"؟
هذه العمليات ليست جديدة من حيث المعدات المستخدمة، بل نمطية وليست فارقة، وليست جديدة، لكن الملفت فيها أن العناصر ارتدوا ملابس الجيش، وتمكنوا من الدخول لنقاط ارتكاز الأمن وضربوا الجنود بالنار، وألقوا عليهم القنابل، وهو ما يوضح مدى "التمويه" وليس الكفاءة، ولابد هنا من الحديث عن أن هناك بعض التراخي في الإجراءات الأمنية، فلا ينبغي أن يسمح لأي شخص دخول الكتيبة لمجرد أنه يرتدي الزي العسكري للرتب الكبيرة، ونطالب بالانتباه لذلك حتى لا تتكرر العملية مرة أخرى.
هل سيلجأ التنظيم لتعويض إغلاق الحدود مع حماس والتنسيق الأمني؟
اعتقد ذلك، البيئة المتاحة للتنظيم الآن هي البيئة الداخلية وسيناء مهيئة أمام التنظيم لاستقطاب إرهابيين جدد، والمستقطب الأساسي له هي البيئة البدوية.
هل هناك طرق أخرى للتنظيم غير البيئة البدوية؟
الأيام الماضية، كشفت عن سعي التنظيم للتنسيق مع العناصر المتطرفة في الوادي والدلتا خاصة المنتمين لجماعة حسم ولواء الثورة، وهناك شواهد على انتقال عناصر إرهابية منهما، وهو ما يعرف بـ"الإرهاب الجديد"، العائدون من سوريا والعراق أيضًا هم احتمال قائم.
القوات المسلحة نجحت في إفشال الهجوم وقتل 24 تكفيريًا؟
حديث القوات المسلحة عن مقتل 24 تكفيريًا خلال الهجوم يشير إلى أنه كان به من 60 إلى 100 عنصر، وهو هجوم عنيف، وعملية كبرى جرى تجهزها والعمل عليها، وسقوط 6 شهداء، وقتل هذا العدد، يؤكد فشل العملية بالكامل، وعدم قدرتهم على تنفيذ مخططهم الخبيث.
وبحسب معلوماتي هناك مواجهات كانت تتم منذ الفجر، ولدي معلومة أن أكثر من منطقة حاول التنظيم استهدافها، والجيش منذ أمس وهو ينفذ مداهمات كبرى لملاحقة الإرهابيين.