رئيس مجلس التحرير
د. محمد الباز
رئيس التحرير
وائل لطفى
وجهات نظر
الإثنين 11/فبراير/2019 - 11:35 ص

صلاح الداودي – السياسي التونسي – لـ "أمان": "النهضة" تمتلك تنظيم سري إجرامي.. حوار

صلاح الداودي – السياسي
أحمد الجدي
aman-dostor.org/18047


إخوان مصر ساعدوا "النهضة" في تأسيس التنظيم السري.. ونقاضي الحركة لاغتيال 2 من السياسيين التوانسة

"النهضة" ترتبط بعلاقات وثيقة بجبهة النصرة في سوريا .. وتسير بأوامر القرضاوي وأردوغان

راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وجهان لعملة واحدة.. ومن الممكن أن يفعلا أي شيء من أجل السلطة

مراجعات "النهضة" أكذوبة.. والحركة تسعى لحكم تونس للأبد

لا تزال حركة النهضة التونسية مثار جدلا كبيرا في المجتمع العربي، فلا أحد يعلم إن قامت الحركة فعليا بالتخلي عن فكرها الإخواني وقررت أن تسير وفقا للنظام الديمقراطي البعيد عن التجارة بالدين أم أنها تناور كعهد الإخوان الدائم بهدف خداع الشارع التونسي من أجل أن تصل إلى مرحلة التمكين في تونس.

وعلى الرغم من الوجه الجميل الذي تصدره حركة النهضة حاليا وتزعم من خلاله أنه مع الديمقراطية والسلام، رفض عدد من المحامين التوانسة الاقتناع بهذا الوجه المزعوم، وخاصة بعد اكتشافهم امتلاك "النهضة" تنظيم سري على غرار "النظام الخاص" الذي أسسه الإخوان في مصر لتنفيذ اغتيالات سياسية بحق معارضيها.

هؤلاء المحامون هم "هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد و محمد براهمي"؛ وهذه الهيئة كشفت تورط "النهضة" في اغتيال السياسيين التونسيين شكري بلعيد ومحمد براهمي المؤسسين لحزب التيار الشعبي التونسي وحزب الوطنيين، وكان هذا الاغتيال في عام 2013، الأمر الذي جعلهم يفتحون القضية من جديد ويقاضون الحركة التونسية المنتمية للإخوان ليفضحوها أمام العالم.

"أمان" تواصلت مع أحد المسئولين  وهو الكاتب والباحث صلاح الداودي ليتحدث أكثر وأكثر عن حركة النهضة ويزيل الغموض بشأنها فإلى نص الحوار.

نريد تعريف قصير بحضرتك لمن لا يعرفك من الشعب المصري؟

انا مدرس جامعي وباحث في شبكة باب المغاربة للدراسات وشاعر، نقابي وعضو في حزب سياسي في تونس هو التيار الشعبي، أمضيت حتى الآن كل حياتي منذ كنت تلميذا في مقارعة الاستبداد والتبعية والتطبيع.

ما سر القضية التي رفعتموها على حركة النهضة التونسية وإلى ما وصلت في القضاء التونسي؟

القضية لا سر فيها بل التفطن إلى خيوط ملفات قضائية تفيد أن لحركة النهضة علاقة بالاغتيالات السياسية للشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي مؤسس التيار الشعبي وذلك ليس فقط لأنها كانت ولازالت تحكم من تلك الأيام وحتى الآن وإنما لعلاقة أعضاء فيها بضالعين في عمليات الاغتيال وملفات إرهابية اخرى، الملف يتقدم قضائيا والجديد هو توجيه احد القضاة المتعهدين بالقضايا وتحديدا في قضية الشهيد محمد براهمي تهمة لأحد أفراد النهضة بالضلوع في الاغتيال وعلاقته وأهمية علاقته بوزراء النهضة ايام الاغتيال وعلاقته برئيس الحركة راشد الغنوشي وستكون هناك مستجدات في القريب محليا ودوليا.

كنت من أوائل من كشف وجود تنظيم سري لحركة النهضة فما هذا التنظيم السري؟ ومن أبرز قاداته؟ وما أبرز العمليات الإرهابية التي نفذها هذا التنظيم في تونس؟

لم اكن من الأوائل الذي أعلن علاقة النهضة بالاغتيالات والإرهاب وإنما كانت تصريحاتي من التصريحات الأولى أولا لأنني منخرط في الهيئة الإعلامية التي تساعد على نشر أعمال هيئة الدفاع عن الشهيدين واعطي رأيي من حين إلى آخر في الشأن الاتصالي والتواصلي ولي علاقة جيدة مع الإخوة والرفاق المحامين وكانت تصريحات مباشرة بعد الندوة الصحافية الأولى التي قدمت فيها الهيئة وثائق قطعية تثبت تورط النهضة في الحيازة على جهاز سري وتثبت تورط هذا الجهاز السري وثانيا لأنني عضو في حزب التيار الشعبي وهو معني مباشرة بالموضوع لأن شهيده وشهيد الوطن والأمة محمد براهمي هو موضوع البحث والتحقيق والتقصي حول الحقيقة ولأن الشهيدين بلعيد والبراهمي من مؤسسي الجبهة الشعبية التي نبني عليها أملا في التغيير وننتمي إليها كحزب، نحن سواء كباحثبن او كسياسيين ملتزمون بالفصل بين المسار القانوني والمسار السياسي والفصل بين الجبهة الشعبية وهيئة الدفاع، وبالتالي تجدون كل الحقائق المصرح بها حتى الآن على لسان المحامين فقط منشورة في الإعلام التونسي على صفحة هيئة الدفاع عن الشهيدين على الفيسبوك.

ما قصة زيارة إخوان مصر لإخوان تونس لتأسيس هذا التنظيم السري؟

تحوز هيئة الدفاع على وثائق تثبت أقدام اخوان مصر على مساعدة اخوان تونس في تأسيس هذا التنظيم بالفعل للقيام بأفعال إجرامية وإرهابية وقدمناها للقضاء التونسي.

هل هناك علاقة حقيقية تربط حركة النهضة والتنظيمات الإرهابية المسلحة كالقاعدة وداعش؟

بالطبع هناك علاقة ثابتة سياسية وتحريضية وتسفيرية وتكوينية، وهناك علاقة مباشرة بجبهة النصرة في سوريا، وبالطبع لن ننسى التزام النهضة بكل ما قاله وفعله القرضاوي القطب الإخواني وأردوغان الرئيس التركي وغيرهما في العلاقة بالعصابات الارهابية وأفعالها منذ ما يسمى مؤتمر أصدقاء سوريا الذي أشرفت عليه النهضة بأمر أميركي خليجي وتركي وصهيوني.

كيف ترى راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وما رأيك فيهما؟

أثبت التاريخ والواقع أنهما لا يخدمان الا مصالح اعداء الوطن والشعب والأمة وهدفهما المحلي هو السلطة مقابل الولاء للإخوان ومشغليهم الدوليين والسيطرة على أبناء تونس والتسلط عليهم مهما كلفهما ذلك من نصيب في العدوان ومن تقلب وانقلاب بين الموقف ونقيضه، ولم يسبق يوما وان اعترفا أو اعتذرا أو اصلحا ما ارتكباه، وهما السبب أيضا في توريط تونسيين في بؤر الإرهاب ومعسكرات العدوان الإرهابي على ليبيا وسوريا وغيرهما، هذا كله بخلاف ما فعلته حركتهم وجهازهم في أبناء تونس وعائلاتها وحتى في أبناء حزبهم الإخواني.

هل مراجعات حركة النهضة حقيقية أم أكذوبة؟

لا يمكن لتنظيم من هذا النوع؛ جوهرا وطبيعة وشكلا وماهية أن يغير أو يتغير أو يصلح أو يصلح مهما ادعى، والعقود الطويلة من الجرائم وخدمة الاستعمار والصهيونية تشهد، وأكثر من ذلك ما يسمى مراجعات هو الذي دمر ليبيا على سبيل المثال بعد إطلاق سراح الإرهابيين وهو خطأ دفع اليه الأمريكان والبريطانيين واوروبيون آخرون راهنوا على ما يسمى زورا الإسلام المعتدل لتدمير المنطقة وذبح شعوبها وتسليمها للهيمنة الاستعمارية.

كيف رأيت دعم إخوان تونس للثورة الفكرية في تونس والتي منها مساواة الرجل بالمرأة في الميراث؟

النهضة معادية للعدالة والإنصاف والمساواة مهما كان نوعها ومن قديم الزمان وبأي صيغة بقطع النظر عما طرحه رئيس الجمهورية الحالي والذي نخالفه الأسس والاهداف ونختلف عنه في النظرة المبدئية للعدالة والمساواة والإيمان بهما وبمشروع مدنية الدولة الذي تعاديه النهضة وتستعمله للمناورة من خلفية نظرية التمكين بينما يستعمله رئيس الجمهورية من أجل هدف تكتيكي أيضا ضد النهضة التي لطالما تحالف معها، بينما نراه مشروعا حضاريا يجب أن نضعه على أسس أخرى وأهداف أخرى وأن يخرج من داخل أركان حضارتنا وباختيارنا واختيار الناس الحر وبنظرة دينية وثقافية تستعيد رحمانية الإسلام الرسالي من براثن حركات التجارة بالاديان.

هل تخشى عودة إخوان تونس للحكم مرة أخرى في تونس ؟ وماذا ستفعلون لمواجهة هذا الأمر؟

هم يحكمون حاليا وهناك رغبة دولية وإقليمية في توازن ما معهم مع بعض التحجيم، هم وبال على تونس ومن خلفهم مشغلوهم في الإقليم وفي العالم، نحن نتوجس طبعا من شرهم على تونس وعلى المنطقة من فساد وتخلف وانهيار وعمالة وتطبيع وتوظيف في الجريمة ضدنا وضد الأشقاء، ونحن لا نخشاهم لأننا تربينا على الكفاح ضد كل ظلم وتخريب ونحن طلاب خير وحب وحق وعدل وسلام واستقلال وسيادة وكرامة وحرية ومساواة وسنواصل النضال المشروع السلمي والمدني والقانوني والشعبي ضدهم بلا هوادة حتى تحرير تونس من سياساتهم مع مراعاة جماهيرهم المغرر بها أو التي لها مصلحة معهم أو المضحى بها أو الموظفة لمصلحتهم، وعلى على المدى المتوسط سيخرجون من المستقبل وسوف يصبحون شيئا آخر الأرجح انه سلبي.