«مسلمو العالم».. كتاب جديد يرصد ظاهرة اللاجئين والإسلاموفوبيا وطرق مواجهتهم

أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف كتابًا جديدًا حمل عنوان "مسلمو العالم" تطرق من خلاله إلى أبرز المشاكل التي تواجه الفرد في المجتمعات من خلال فصول ثلاثة هي "اللجوء، الإسلاموفوبيا، الحالة الدينية"، بارزًا من خلالها أزامات الافراد وسبل مواجهة التطرف، وطرق حلها.
وصدر الكتاب عن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وتم طباعته أمس الثلاثاء، وحصل "أمان" على نسخة منه، وبرز من أجزاءً ثلاثة، أحوال مسلمي العالم وما يمكن أن يعانيه هؤلاء، والأمثلة الرائعة التي ظهر بها المسلمون في الدول الغربية من التعايش السلمي من خلال الإندماج والعطاء والتميّز، مع الإلتزام بمكونات الهوية وثوابت الدين في هذه الدول.
يحتوي الكتاب على 296 صفحة، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات الصغيرة التي تهدف في الأساس إلى الحديث عن مسلمو العالم، جاء في ثلاثة أجزاء الأول تناول "اللجوء والهجرة" في 15 مبحث، كان أبرزها الحديث عن أزمة مسلمي الروهينجا وموقف الأزهر الشريف من تلك الأزمة.
ولفت إلى أن الجزء الثاني تناول "الإسلاموفوبيا" في 10 مباحث، كان من أبرزهم وجود الظاهرة في دول العالم، وأسباب تصاعدها، وطرق مواجهتها، وجاء في الأخير "الحالة الدينية"، وتحدث عن إصدارات المرصد حول الحالة الدينية لمسلمي العالم، والمشروعات أو التشريعات المتعلقة بشؤون المسلمين، وتحدياتهم حول العالم.
ويبرز الكتاب الصادر عن المرصد، القضية التي طغت على الساحة العالمية، وهي مسلمي الروهينجا ولجوئهم، وأزمتهم الحالية، وموقف الأزهر الشريف منها، لافتًا إلى وجود ما يسمى بـ"ظاهرة الإسلاموفوبيا"، في الغرب وأسباب تصاعدها في الغرب وطرق مواجهة تلك الظاهرة.
وخلال مقدمة الكتاب، وأكد المرصد أن من أبرز المهام المنوط به وأكثرها إلحاحًا متابعة القضايا المتعلقة بوجود المسلمين حول العالم، وما يرتبط بها من مشكلات وما يستجد عليها من تطورات ونتائج، ومن أبرز ما يتابعه المرصد، هو قضية اللاجئين التي أحدثت انقلابًا في الموازين السياسية والديموغرافية والإجتماعية والإقتصادية في العديد من الدول.
وأشار إلى أنه عقب ظهور التنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط، وما نتج عن هذا الظهور من نزاعات مسلحة وحروب كانت سببًا في تشتيت الملايين وتشريدهم خارج بلادهم.
ونوه إلى أن نزوح اللاجئين إلى الغرب خلال الفترة الأخيرة كان سببًا رئيسيًا في تصاعد موجة الإسلاموفوبيا في العديد من الدول الغربية، لافتًا إلى أنها موجة كانت موجودة بالفعل قبل ذلك، لكن تصاعدها كان منطقيًا مع كل ما يثار من مخاوف، وما يطلق من إشاعات حول وجود المسلمين ومستقبل أوروبا في ظل هذه الحالة التعددية الثقافية والفكرية والدينية.
وأوضح المرصد أن ما يدعوا إلى التفاؤل من هذا الواقع أن نلمس نشاط المسلمين وتفاعلهم في تلك المجتمعات، وقد نبذوا وراء ظهورهم كل عقبة، وصرفوا أنظارهم بعيدًا عن كل محاولة للاستقطاب أو الوقع في هاوية الخلاف مع الأطياف التي يتعايشون معها في تلك المجتمعات.
وأشار إلى أن المسلمين في الغرب يسعون إلى تحقيق حالة من الإندماج الكامل والتعايش السلمي في المجتمعات كافة، مؤكدًا أنهم ضربوا أمثلة رائعة للتعايش والإندماج والعطاء والتميّز، مع الإلتزام بمكونات الهوية وثوابت الدين في هذه الدول.
وأكد الرصد أنه يسعى من خلال هذا الكتاب إلى وضع قضايا اللاجئين والإسلاموفوبيا، والحالة الدينية للمسلمين بين يدي القارئ، إيمانًأ منه بحق القارئ في المعرفة، وحرصه على متابعة ما يستجد في تلك القضايا الهامة، التي ترتبط ارتبطًا مباشرًا بما يضج به العالم من أزمات ونزاعات، وتعكس ما يثار فيه من أفكار عدائية ودعوات للكراهية والتعصب والتمييز.

